تعيش حكومة السيسي في حالة من الفوضى أقرب إلى الجنون بعد التسريبات الأخيرة التي كشفت عن كراهيته واستغلاله لدول الخليج، والضربة التي شنها على مدينة درنة في ليبيا ردًا على مقتل 21 قبطيًا في مدينة سرت.
وقد أدت الضربات إلى قتل سبعة مدنيين، بينهم أم وثلاثة أطفال، ولكن وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب تعاملت مع ذلك بشكل مختلف، لأنها احتفلت بالغارة الجوية التي انتقمت لأقباط مصر. حيث دقت وسائل الإعلام طبول الحرب، ورحبت بالمعركة، وأذاعت الأغاني التي كانت تغنى قبل حرب 1967. وبصراحة، جعلوني أشعر كما لو كنا في الستينيات، وأننا على وشك خوض حرب حقيقية.
كما استغلت وسائل الإعلام أيضا الفرصة لدعم قائد الانقلاب، كما لو كانت المذبحة ضد الأقباط فرصة لتلميعه بعد الصدأ الذي حل به على مدى الأشهر السبعة الماضية منذ أن تم تنصيبه.
فقد أدرك عدد كبير من المصريين أنهم خدعوا به وأنه لم يقدم لهم الحد الأدنى من معايير الحياة الكريمة. وبدلا من ذلك، اتخذ كل شيء منعطفا يتجه للأسوأ بعد توليه الرئاسة، فقد ارتفعت أسعار الكهرباء على الرغم من أننا لا نزال في الشتاء. وأصبحت طوابير الخبز وأنابيب الغاز أطول. كما كان هناك أيضا غياب للحرية، حيث تقوم حكومة السيسي على الظلم والطغيان.
إن كل هذه الأمور لا ينبغي ذكرها لأننا مقبلون على حرب، وبالتالي، يجب على جميع المصريين الوقوف وراء الزعيم البطولي الذين سوف يشارك في الحرب على الإرهاب وسوف يخلص العالم منه.
وكانت مصر قد قدمت طلبا رسميا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدخول ليبيا عسكريًا، ولكن تم رفض طلبها، بل إن مجلس الأمن قال إن الحل في ليبيا يجب أن يكون سياسيا، من دون إشارة حتى إلى طلب مصر. كما فشل قائد الانقلاب المصري تسويق نفسه دوليًا باعتباره حاميَ المنطقة.
وعندما وجد أن دول الخليج لن تدعمه، على الرغم من أنه خادمها الذي يتلقى أجرته، هاجم وزير الخارجية المصري قطر واتهمها بدعم الإرهاب، وهو ما دفع دول مجلس التعاون الخليجي لإصدار بيان يدين بيان وزير الخارجية ويشيد بالدور الذي لعبته قطر في مكافحة الإرهاب، ممّا جعل حكومة الانقلاب تستجدي دول مجلس التعاون الخليجي لسحب البيان واستبداله بآخر.
ثم نرى فجأة قائد الانقلاب في التلفزيون يعتذر ضمنًا بطريقة دراماتيكية لقادة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت عن التسريب، واصفًا إياه بحرب الجيل الرابع. ومع ذلك، لم ينكر أو يدحض ما قيل في التسريبات، بل قال بدلًا من ذلك: “إن السؤال الذي نحتاج إلى طرحه هو؛ لماذا الآن؟“.
وقد بدا الرئيس منكسرًا ومهزوزًا، كما لو كان يقول لهم لا تتركوني وحدي في هذا الموقف. وفي وقت لاحق، وفي خطوة مفاجئة، أعلن تعيين السفير المصري الجديد في اليمن، وأعلن السفير الجديد لليمن عن تعاون مصر مع الحوثيين وأن المرحلة المقبلة سوف تشمل التعاون الاستراتيجي بين البلدين. وكانت هذه بالطبع رسالة واضحة إلى الحكام الجدد في المملكة العربية السعودية تقول إنهم إذا لم يستمروا في دعمه ماليا بالمليارات من الدولارات (التي هي مثل الأرز)، فإنه سوف يتحول إلى ايران.
إن ذلك يعد استغلالًا واضحًا لدول الخليج يضر بصورة مصر، ولكن عصابة الحكم في مصر لا يهتمون بالبلاد، بل يعملون لخدمة مصالحهم الخاصة. ومع ذلك، حدثت ضربة قاسية بعد أيام قليلة عندما تمكن الرئيس اليمني، هادي منصور، من مغادرة صنعاء والانتقال إلى عدن، التي جعلها منطقة حكمه.
وهكذا، اضطر السيسي أن يستدعي السفير المصري لدى اليمن، في حين عاد سفراء السعودية وقطر للعمل من عدن. وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن الرئيس هادي منصور هو الرئيس الشرعي لليمن. لذلك، أقول لقائد الانقلاب: ماذا ستفعل وأنت تدعم أي قائد انقلاب مثلك في اليمن وليبيا. إنك حقًا قائد الثورات المضادة في بلدان الربيع العربي.