حذر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري من قيام الحركات الإسلامية بملء الفراغ السياسي في فلسطين حال سقوط السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس جراء عدم دفع السلطات الإسرائيلية لعائدات الضرائب الفلسطينية لها.
وقال الوزير الأمريكي في معرض شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي من واشنطن، يوم الثلاثاء “إذا ما سقطت السلطة الفلسطينية، وكنت قد حذرت من هذا في لندن في وقت سابق، لأنهم (الإسرائيليون) يرفضون تحويل عائدات الضرائب لأنهم (الفلسطينيون) ذاهبون إلى المحكمة الجنائية الدولية، لكن إذا ما أخفقوا (السلطة الفلسطينية) فمن الذي سيملأ مكانهم؟ (حركة المقاومة الإسلامية) حماس؟ الجهاد؟”.
وتابع “لا أعلم، لكن ما أعرفه هو أن هذه مشكلة عويصة قدر ما هم (السلطة الفلسطينية) كانوا كذلك في نواح عدة في مرات كثيرة إلا أن الرئيس عباس يظل ملتزماً باللاعنف والتواصل السلمي لحل الدولتين”.
كيري أكد على أن المساعدات الأمريكية نفسها إلى السلطة الفلسطينية تؤول في النهاية إلى جيب إسرائيل قائلاً “من ميزانية 450 مليون دولار دعمٍ للسلطة الفلسطينية، فإن 425 مليون دولار تذهب إلى المؤسسات الإسرائيلية بما في ذلك الخدمات والدائنين للسلطة الفلسطينية، لذا فإنها بشكل فاعل تذهب إلى إسرائيل ولا تذهب إلى الفلسطينيين لكنها تساعد الفلسطينيين على الحياة”.
وشدد الوزير الأمريكي على أن “الإدارة الأمريكية لا ترى أن للفلسطينيين الحق في الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، لأننا لا نرى أنهم دولة في وضع يمكنها من الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وبين أن بلاده فشلت في إقناع الفلسطينيين بعدم تقديم طلب انضمامهم إلى الهيئة الدولية، بقوله “قدمنا حجتنا هذه إلى دول أخرى، وقدمت دول أخرى حججها في نفس الموضوع، لكننا فشلنا، نحن قلنا للسلطة الفلسطينية بقوة: لا تفعلوا هذا، إنه خطأ، إنكم ستخلقون كافة أنواع العقبات لاحتمالات المستقبل (المتعلقة بحل الدولتين)”.
واصفاً الفلسطينيين بأنهم “نفد صبرهم، ولم نستطع احتواء ذلك”، ومشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية “في النهاية لم يحصلوا على الأصوات التسعة في الأمم المتحدة ولذا لم نكن بحاجة إلى استخدام حق النقض (الفيتو)”.
ورفض كيري الدخول في تفاصيل أدق عن الدور الإسرائيلي لأن الأخيرة “لديها انتخابات قريبة، وسيحتاجون أن يخوضوها دون حث من أطراف جانبية؛ لذا فلن أدخل في تفاصيل أكثر من هذا”.
إلا أنه بين أن محاولة انضمام الفلسطينيين إلى المنظمات الدولية هي ما أدى لقطع المساعدات عنها بقوله “أتمنى لو أن الفلسطينيين تصرفوا بطريقة مختلفة، ولهذا فهم لا يتلقون مساعدات الآن، نعتقد أن آخرين سيتقدمون ويحاولون المساعدة لردم الهوة من أجل أن يتجاوزوا العقبة، لكن عندما تنتهي الانتخابات (الإسرائيلية في مارس/ آذار القادم) فسيكون هنالك حاجة إلى أن يقرر الجميع بسرعة إلى أين يريدون الذهاب لاحقاً”.
وبدا الوزير الأمريكي بذلك محاولا إلقاء مسؤولية العودة إلى المفاوضات بخصوص حل الدولتين على طرفي العلاقة من الفلسطينيين والإسرائيليين.