ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن مصر اعتقدت أن ذبح 21 من مواطنيها في ليبيا, سيدفع الدول الغربية للعودة مجددا إلى تلك الدولة الغنية بالنفط.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 فبراير أن جهود مصر لإقناع الدول الغربية بإنشاء تحالف واسع للتدخل عسكريا في ليبيا مجددا, لم تكلل بالنجاح, بسبب رغبة القاهرة في أن ينظر المجتمع الدولي إلى الإسلاميين جميعا, كما ينظر إلى تنظيم الدولة "داعش", وهو ما لم تقبله كثير من الدول الغربية, التي تميز بين الإسلاميين المعتدلين, والإسلاميين المتشددين.
وتابعت الصحيفة " هذا التوجه أفشل خطة مصر حول التدخل عسكريا في ليبيا", بالإضافة إلى أن من مصلحة الغرب أن يسعى للتوصل لمصالحة بليبيا, وتشكيل حكومة وحدة وطنية بين القوى المتنافسة.
واختتمت "لوس أنجلوس تايمز", قائلة :" الغرب لا يرغب بالانحياز لطرف على حساب طرف آخر في ليبيا, أي تدخل غربي كان سيصب في مصلحة الحكومة, التي تتخذ من طبرق مقرا لها, ولن يضع نهاية للفوضى والحرب الأهلية بليبيا".
وكانت مصر سعت لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي للتدخل عسكريا في ليبيا, ودعم الحكومة الليبية في طبرق, المنبثقة عن مجلس النواب المنحل, التي يرأسها عبد الله الثني، ورفع حظر التسلح عنها, غير أن التحرك المصري واجه معارضة غربية، خاصة من الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية, التي شددت على ضرورة عدم الانحياز لأي طرف من الأطراف في الساحة الليبية، وهو ما ركزت عليه أيضا بعض الدول العربية.
وأصدرت حكومات كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في 17 فبراير، بيانًا مشتركًا حول الأزمة الليبية, أدانت فيه القتل الشنيع للمصريين الأقباط الـ21 في ليبيا, إلا أنها رفضت ضمنيا التدخل العسكري , وشددت على الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي للنزاع الدائر في ليبيا.
وطالب البيان, الذي نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية, بضرورة وجود عملية تقودها الأمم المتحدة لإنشاء حكومة وحدة وطنية، من شأنها أن تقدم أملا أفضل لليبيين لمواجه
التهديد الإرهابي، ومواجهة العنف وعدم الاستقرار الذي يعوق التحول السياسي والتنمية بليبيا.
وبدورها, فشلت المجموعة العربية في الأمم المتحدة أيضا في التوصل إلى اتفاق على تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن لمحاربة تنظيم "داعش" في ليبيا, ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر دبلوماسية عربية بالأمم المتحدة قولها إن مصر خفضت سقف مطالبها من مجلس الأمن بعد إعلان القوى الغربية الكبرى ضمنيا رفضها دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتدخل عسكري في ليبيا، وتأكيدها أن الحل السياسي هو الأفضل.
وأضافت المصادر ذاتها أن مصر سعت بعد ذلك لإصدار قرار عن مجلس الأمن بدعم الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنحل في طبرق، ورفع حظر التسلح عنها, غير أن دولا عربية أخرى شددت على أن يعتمد أي مشروع قرار على دعم العملية السياسية في ليبيا, وجهود المبعوث الدولي برناندينو ليون, دون الانحياز إلى أي طرف، وإيجاد مسار سياسي يفضي إلى حكومة وحدة وطنية تتولى مهمة محاربة "الإرهاب".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا لاستصدار قرار أممي يسمح بتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة في 18 فبراير لبحث الأوضاع في هذا البلد.
وقال السيسي في مقابلة بثتها قناة "أوروبا1" الفرنسية في 16 فبراير :"إنه لا يوجد خيار آخر غير الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات المصرية في ليبيا بعد الحصول على موافقة الشعب الليبي وحكومته ودعوتهما مصر للتحرك"، مشددا على أن الوضع يتطلب تكرار سيناريو الغارات, وبشكل جماعي.