كشف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الخميس عن توقيع اتفاق بين باريس والقاهرة تشتري بموجبه مصر طائرات رافال ومعدات عسكرية، لتصبح بذلك أول مستورد يشتري المقاتلة الحربية الفرنسية، حيث أكد شراء مصر 24 طائرة رافال وكذلك فرقاطة متعددة المهام، وذلك في بيان نشره قصر الإليزيه.
وفي سياق تعليقها على تلك الصفقة، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن الكثيرين تساءلوا عن الأسباب التي دفعت مصر لشراء مثل هذه المقاتلات الباهظة الثمن، إلا أنها أوضحت أن قيادات القوات المسلحة المصرية يعتبرون أنفسهم العمود الفقري لهوية الدولة ورخائها، ولذلك فهم يتوقون إلى الـ"بريستيج" الذي يمنحه لهم التسلح بمعدات متقدمة.
وأضافت أن قيادات الجيش المصري ينظرون بنوع من الغيرة إلى القوى المسيطرة على المنطقة مثل إسرائيل والسعودية والجزائر، حيث تمتلك هذه الدول جيوشا جوية وتسعى منذ وقت طويل إلى التخلص من بعض أسطولها الجوي من مقاتلات الميراج.
ونقلت الصحيفة عن ميشيل وحيد حنا المتخصص في شئون الأمن المصري بمؤسسة "سينشري" بنيويورك قوله إن قيادات الجيش المصري انزعجوا من تردد الولايات المتحدة في إمدادهم بأسلحة معينة.
وعادت الصحيفة للقول إن مصر تؤرقها مجموعة من المشكلات الأمنية التي أعاقت تقدمها الاقتصادي، وسيطرة جهاديين على أقصى شمال وأقصى غرب البلاد، حيث تواجه تمردا في شبه جزيرة سيناء، والذي أسفر عن هجمات مدمرة استهدفت القوات المسلحة.
وأشار حنا إلى أن مصر لم تكن قد أقلعت عن استخدام أسطولها من مقاتلات إف-16 بشكل كامل، كما اعتمدت على مروحيات الأباتشي في جهود مكافحة التمرد في سيناء، وبالنظر إلى التهديدات العسكرية منقطعة النظير الذي تواجهه البلاد، فهي بحاجة إلى قوة سريعة ومجموعة كاملة من القدرات غير المتوافرة في المقاتلات المستخدمة حاليا.
ومن ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إﻷى أن هذه الصفقة ستكون بمثابة هدية ضخمة لقطاع الدفاع الفرنسي بأكمله، حيث تلعب مجموعة "ثال" ﻹلكترونيات الدفاع وشركة "سافران" لتصنيع المحركات بجانب نحو 500 مورد أصغر دورا في صناعة الطائرة.
وعلاوة على ذلك، تمثل هذه الصفقة خطوة شديدة الأهمية بالنسبة للرئيس الفرنسي الذي يتطلع إلى إظهار أوراق اعتماده كمؤيد لقطاع الأعمال، آملا في إطلاق ضربة البداية لنمو اقتصادي وخلق فرص عمل، وكذلك تعديل وضعه الكئيب في استطلاعات الرأي.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن مقاتلات رافال كانت قد تم نشرها في أفغانستان عام 2007 وفي ليبيا عام 2011.