قال تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” إنه ألقى القبض على جاسوس للموساد الإسرائيلي، وإن الأخير أعلن توبته عن فعلته دون أن يبيّن التنظيم مصيره.
وفي العدد السابع من مجلته الرسمية (دابق) الناطقة بالإنجليزية والتي تداولها أنصار التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي الخميس، نشر التنظيم ما قال إنها اعترافات لـ”محمد سعيد اسماعيل مسالم” (19 عاما) من القدس الشرقية، حول دوافع عمله لصالح الموساد للتجسس على “داعش” وتفاصيل ذلك العمل.
وقال الشاب الذي أطلقت عليه المجلة لقب “مرتد”، وأرفقت صورا مفترضة له “حضر جاري اليهودي الذي كان يعمل ضابط أمن يوماً وطلب مني أن أعمل مع الاستخبارات الإسرائيلية، وأخبرته أنني سوف أفكر بالمسألة، وبعدها ذهبت وسألت والدي وأخي عن رأيهم بالموضوع، وكليهما قاما بتشجيعي للقيام بهذا الأمر وأخبروني بأنه شغل جيد جدا، أخبروني أنه سيكون هناك أموال كثيرة من وراء هذا العمل، وأنه من الممكن أن أتقدم إلى مناصب أعلى”.
ورداً على سؤال بشأن ماذا حدث بعد ذلك، أجاب الشاب: “قابلت شخصا يدعى (إلي) الذي كان يعمل ضابط مخابرات وكان مسؤولا عن نقاط التفتيش في الضفة الغربية، وجاء إلى منزلنا والتقى بوالدي، ونصحني والدي أمامه وأخبرني عن العمل، أما (إلي) تحدث لي عن مزايا وتفاصيل العمل نفسه”.
وعن بداية قيامه بالتجسس على تنظيم “داعش”، قال الشاب إن شخصا يدعلا “ميرو” يعمل ضابطا في الموساد الإسرائيلي كان وراء هذا الأمر، حيث زاره مرتين، وفي المرة الأولى كان يقدم له الشكر على أدائه طوال الفترة الماضية وفي المرة الثانية أخبره بالعمل معهم والذهاب لمقابلتهم، ووافقت.
وتابع الشاب: “اتصل بي وأخبرني كي أذهب لرؤيته في المكتب وذهبت إلى هناك والتقيته، وعندما جلست سألني عن اللغات التي أعرفها وأنواع المهن التي اعتدت القيام بها في بلدي، وإذا ما كنت قادرا على أن أعتني بنفسي في حال أرسلوني بين بعض الناس الذين لا أعرفهم، وكيف سأدير أموري في مثل هذا الموقف، وأخبرني بعدها أنهم يريدون مني القيام بمهمة كبيرة، وأنهم يريدون إرسالي لسوريا، وتحديداً إلى تنظيم (داعش) كي أقوم بإرسال معلومات عنهم”.
وحول طبيعة المعلومات التي طلبت من الشاب، قال إنهم أولا أردوا أن أخبرهم بأماكن تخزين الاسلحة والقذائف، وأماكن قواعدهم وأسماء أي فلسطينيين قاموا بالهجرة لـ”داعش” من فلسطين.
وحول المبلغ الذي كان يتقاضاه الشاب، قال: “بشكل عام، الدفع يكون بالتناسب مع التكليف ومستوى أهميته والأقل 5000 شيقل (حوالي 1300 دولار)، وكلما كان التكليف أكبر، والمعلومات أكثر قيمة، كان المبلغ الذي يدفعونه أكبر، والمكافاة التي أتقضاها كانت أكبر”.
وعن كيفية كشفه، قال الشاب إنه لم يمر وقت طويل منذ وصوله إلى سوريا، حتى بدأت طريقة أدائه لا تمت لأسلوب المهاجر (العنصر الأجنبي في داعش) برغم التدريب الذي تلقاه في الموساد، موضحا أنه فشل في اتباع بعض الأوامر التي كان يعطيها له الأمير (أمير داعش) وبعدها كان قلقاً من أن يكون نتيجة ذلك إثارة الشكوك فيه.
وأضاف: “كنت خائفا أن يتم معاقبتي لعدم سمع وطاعة ما كان مطلوبا مني، لذا اتصلت بوالدي وأخبرته ما حدث وطلب مني العودة، لكن الوقت كان متأخرا حيث كنت مراقبا، ووضعني المجاهدون في السجن، وقاموا بنقلي من سجن إلى أخر”.
وأنهى الشاب حديثه بقوله: “تبت إلى الله عز وجل”.
وعادة ما تجري “داعش”حوارات مع عدد من الأسرى عقب القبض عليهم، ويطلق عليهم صفة “المرتد” إما لمعادته فكرهم أو المشاركة في القتال ضدهم على اعتبار أنه “يرتد” عن “دولة الإسلام”.
ولم تبيّن المجلة مصير “الجاسوس″ حيث يتم عادة إعدام من يتهمهم التنظيم بالتعاون مع جهات معادية سواء داخل سوريا أو خارجها.