انتفض الإعلام الغربي وخاصة البريطاني من هول مجزرة راح ضحيتها عشرات مشجعي كرة القدم في مصر على يد قوات الداخلية التي هاجمت المشجعين وأوقعت فيهم القتلى والجرحى.
موقع "ميدل إيست آي".. تجسيد الألم
بمقدمة وصفية مؤلمة علق الموقع البريطاني على المجزرة قائلا، "تناثرت الأحذية وتلطخت الأرصفة بالدماء التي باتت أرخص سلعة في أم الدنيا، وبلغت عدد الضحايا على أقل تقدير 40 شهيداً"...
وقال موقع "ميدل إيست أي" في تقرير له على موقعه الإلكتروني، إن أم الدنيا أصبحت مقبرة كبيرة لأبنائها، ولم يمر يوم إلا وتسمع أخباراً سيئة عن قتلى وجرحى في كل بقاع مصر، حتى كان آخرها ليلة أمس الأحد التي كانت ليلة دامية بكل المقاييس، بعد صدام بين شرطة مصر،التي من المفترض أنها مسئولة عن الأمن، وبين رابطة مشجعي الزمالك أو ما يُعرف بـ"الوايت نايتس".
وأضاف الموقع، أن السبب،غير المقنع، للصدام وإطلاق الشرطة للقنابل المسيلة للدموع هو أن الوايت نايتس أرادت"التزويغ" وعدم شراء التذكرة فكانت النتيجة حياتهم، بمعنى الحياة تساوي ثمن تذكرة مباراة في كرة القدم.
الجارديان: المجزرة انتقام دولة
من جانبها اعتبرت "الجارديان" البريطانية قالت، "لعب مشجعو الزمالك دورا مشابها لنظرائهم من جماهير الأهلي في الاحتجاجات المناصرة للديمقراطية منذ 2011، بما دفع البعض منهم إلى الاعتقاد بأن استهدافهم أمام الدفاع الجوي، يمثل حالة من انتقام الدولة، بالإضافة إلى خلافهم مع رئيس الزمالك مرتضى منصور محامي الثورة المضادة، الذي لا يخفي ازدراءه للثوار وألتراس الزمالك".
وأفادت الجارديان بتفاصيل المجزرة، قُتل 30 مشجعا كرويا مصريا على الأقل مساء الأحد، بعد أن أطلقت الشرطة قنابل غاز وطلقات خرطوش على مشجعين مصطفين في طابور لدخول استاد الدفاع الجوي، في أحدث نوبة من العنف الذي تقوده الدولة، والذي بات أحد سمات تاريخ ما بعد الثورة.
وقال ناجون إن الشرطة وجهت طلقات على حاملي تذاكر من جماهير الزمالك، ثاني أكبر الأندية المصرية، بينما كانوا يحاولون دخول استاد الدفاع الجوي(30 يونيو)، بشرق القاهرة، والذي يملكه الجيش، لمشاهدة مباراة الزمالك وإنبي.
لكن وزارة الداخلية قالت إنها بدأت إطلاق النار بعد محاولة مشجعين بلا تذاكر اقتحام الاستاد، وأرجعت حالات الوفاة إلى حالة الذعر التي تلت ذلك.
ويقول باتريك كينغزلي، مراسل صحيفة "الغارديان" في القاهرة، إن الحادث هو الأخير من بين حوادث القتل الجماعي التي تشهدها مصر منذ ثورة عام 2011، وهو الثالث الذي يرتبط بكرة القدم. ففي عام 2012، قتل 70 في حادث آخر عندما قتل مشجعون لنادي الأهلي في بور سعيد. وألقت السلطات مسؤولية القتل على مشجعين من ناد آخر. ويرى مشجعو النادي أنه تم استهدافهم بسبب دورهم في الثورة والتظاهرات التي أعقبتها.
"نيويورك تايمز": المجزرة انتكاسة للسيسي
قال المحلل الرياضي البريطاني والخبير في اللوائح الرياضية الدولية جيمس دورسي إن أحداث أمس الأحد(8|2) في ملعب الدفاع الجوي، والتي سقط خلالها العشرات من مشجعي نادي الزمالك قبيل مباراة فريقهم مع نادي انبي قتلى ومصابين، تُعد انتكاسة خطيرة لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، الذي يزعم استعادة النظام للبلاد بعد وصول الجيش لسدة السلطة عام 2013.
وأضاف في تصريحات أوردتها صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية: أنه أصبح من الصعب أن يزعم السيسي أنه استعاد الأمن والقانون والنظام في البلاد في الوقت الذي لا يمكنه فيه فتح بوابات الملاعب أمام الجماهير لحضور المباريات.
ونوه دورسي إلى أن ملعب كرة القدم بالنسبة لأي حكومة استبدادية هو أحد الأماكن القليلة الذي لا يمكن السيطرة عليه بصورة مطلقة.