حمل خبير سياسي ألماني، الرئيس عبدالفتاح السيسي جزءًا من المسؤولية عن الهجمات الإرهابية التي ضربت شمال سيناء يوم الخميس (29|1)، نتيجة سياسة القوة التي ينتهجها ضد معارضي نظامه الإسلاميين مايدفعهم للانضمام إلى الجماعات المسلحة، مثل جماعة "أنصار بيت المقدس"، التي أعلنت مبايعتها لـ"داعش".
وتحدث خبير الشؤون المصرية في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، شتيفان رول في مقابلة مع الإذاعة الألمانية عن "حرب بين الأجهزة الأمنية المصرية والمجموعات الجهادية، التي تحصل على دعم جزئي من سكان المناطق في سيناء".
إذ يرى أن "السيسي يدفع بسياسته المعادية حتى للإسلاميين المعتدلين بهؤلاء إلى التعاطف والتعاون مع الإرهاب".
لكنه يرى من جهة أخرى أن السيسي يتعمد سياسة الاستقطاب هذه كي يبين للخارج "أنه يجد نفسه في حالة حرب مع الجماعات الإسلامية المتشددة". وليحصل بذلك على مساعدات عسكرية من دول عدة خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية. والجواب على الهجمات الإرهابية الأخيرة جاء سريعًا بدعم لمصر من قبل واشنطن وكذلك من قبل عواصم غربية بينها برلين في حرب مصر ضد الإرهاب.
وقال إن حل مشكلة الأمن في سيناء، يتطلب وجود حل سياسي قبل كل شيء، وإلا سينتشر الإرهاب والعنف في مناطق أخرى من البلد. والإشارات على ذلك تظهر بين الحين والآخر على شكل انفجارات تطال أحيانا مناطق من القاهرة نفسها.
واستبعد الخبير في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين أن يسمح السيسي باندماج الإسلاميين المعتدلين في العملية السياسية، إذ رجح أن يستمر الرئيس المصري في سياسته تجاه الإسلاميين وسياسة القوة ضد الإرهاب، وسيؤدي ذلك إلى ضعف قطاع السياحة في مصر وزيادة الفقر أيضًا.
وإذا ما وجدت المؤسسة العسكرية في مصر يومًا ما أن مصالحها في خطر، فإن الخبير الألماني لايستبعد أن يغير الجيش السيسي، مثلما جاء به إلى السلطة، بعد أن سمح بسقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك ورحيل الرئيس المعزول محمد مرسي. وقد يكرر التاريخ نفسه مع السيسي أيضًا.