قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية: إن المأساة المستمرة للطيار الأردني معاذ الكساسبة الأسير لدى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تصاعدت إلى أزمة سياسية بالنسبة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة تهدد وضع المملكة الأردنية الحليف القوي للولايات المتحدة الذي يلعب دورا رئيسيا في الحملة ضد "داعش".
وذكرت الصحيفة أن قضية أسر "الكساسبة" سيطرت على الأردنيين في الوقت الذي رفضت فيه الحكومة الأردنية المضي قدما في صفقة تبادل السجناء مع "داعش" بعد حديثها عن فشل التنظيم في تقديم ما يثبت أن الطيار الأردني مازال على قيد الحياة وبصحة جيدة.
"وأضافت أنه بدلا من إلقاء اللوم على "داعش" نتيجة مد أمد احتجاز "الكساسبة" ألقى عامة المملكة الأردنية وأعضاء من أسرة الطيار اللوم على الحكومة، وأشارت إلى قيامهم بالتظاهر وإلقاء اللوم على "عمان وتوجيه المسؤولية إليها عن تعريض الأردنيين للخطر من خلال الدخول في حرب لا تخصهم.
وذكرت الصحيفة أن التعاطف مع "الكساسبة" تحول إلى حركة مناهضة للتحالف الدولي والحرب ضد "داعش" حيث يرفض المشاركون في الفعاليات الولايات المتحدة وحلفاءها ويصفونهم بالجبناء الذين يستخدمون الدم الأردني كوقود لحربهم ضد "الدولة الإسلامية".
وتحدثت عن أن المظاهرات باتت تتحدى الملك عبد الله الثاني نفسه حيث وصلت المسيرات إلى القصر الملكي متسائلة عن السبب في دخول الأردن للحرب ضد "داعش"، فضلا عن سؤالها عن الملك نفسه أين هو مما يحدث.
وأبرزت الصحيفة الحملة التي دشنها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وإطلاق هاشتاج تحت عنوان "ليست حربنا" للمطالبة بالانسحاب من الحملة ضد "داعش".
وأشارت إلى أن التهديد الأكبر لدور الأردن في التحالف يأتي من قبل أسرة الطيار نفسه التي تعتبر جزءا من العشائر والقبائل التي يستند إليها نظام الحكم الملكي الهاشمي بالأردن، مضيفة أن تلك العشائر هددت بالانسحاب من الجيش وقوات الأمن إذا تعرضت حياة الطيار للخطر، في وقت تعتمد فيه قوات التحالف على القواعد الجوية الأردنية وتبادل المعلومات الاستخبارية مع عمان.