يؤكد الدعم الأمريكي، لاثنتين من المبادرات الدبلوماسية في سوريا، على تغير وجهات نظر الولايات المتحدة حول كيفية إنهاء الحرب الأهلية هناك، والتراجع الهادئ في مطالبات الغرب بتنحي رئيس البلاد، بشار الأسد، فورًا.
وتحافظ إدارة أوباما على رؤيتها بأن الحل السياسي الدائم يتطلب خروج الأسد من السلطة. ولكن مع مواجهتها للجمود العسكري، والجهاديين المسلحين تسليحًا جيدًا، وأسوأ أزمة إنسانية في العالم، تضطر الولايات المتحدة إلى السير جنبًا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية الدولية التي قد تؤدي إلى حدوث تغيير تدريجي في سوريا.
ويأتي هذا التحول إلى جانب الإجراءات الأمريكية الأخرى، التي يتخذها أنصار الأسد ومعارضوه كدليل على أن واشنطن باتت تعتقد الآن بأنه إذا تم خلع الأسد، فلن يكون هناك من يوقف انتشار الفوضى والتطرف.
الطائرات الأمريكية تقصف الآن المتشددين من جماعة “الدولة الإسلامية” في سوريا، وهي تتشارك السماء مع الطائرات السورية. وأكد مسؤولون أمريكيون للأسد، من خلال وسطاء عراقيين، أن الجيش السوري ليس من ضمن أهدافهم. ولا تزال الولايات المتحدة تدرب وتجهز المتمردين السوريين، ولكن لمحاربة “الدولة الإسلامية” في المقام الأول، وليس الحكومة.
ورحبت الولايات المتحدة، ودول غربية أخرى، علنًا بمبادرات كل من الأمم المتحدة وروسيا، التي ستؤجل أي إحياء لإطار جنيف المدعوم من الولايات المتحدة، والذي دعا إلى نقل السلطة كاملةً إلى “هيئة حكم انتقالي. وكانت محادثات جنيف الأخيرة قد فشلت قبل عام، وسط خلاف عنيف حول ما إذا كانت تلك الهيئة سوف تشمل الأسد أم لا.
وتعكس هذه التحولات وجهة نظر سائدة بين مسؤولي الأمم المتحدة في سوريا منذ فترة طويلة، وهي أن على الغرب التكيف مع واقع أن المتمردين السوريين فشلوا في هزيمة الأسد. وقد قال السوريون من على الجانبين مرارًا بأنهم يخشون من تنامي نفوذ المتشددين الأجانب في بلادهم، ومع عدم وجود الثقة بجميع اللاعبين الدوليين الذين يمولون الأطراف المتحاربة، فهم على استعداد لاستكشاف حل وسط مع السوريين الآخرين.
وينتشر الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تدعم الرئيس الأسد حتى بين جماعات المعارضة التي تتلقى تمويلًا أمريكيًا مباشرًا، وتعتبر معتدلة بما يكفي لتلقي السلاح والعمل مع مركز عمليات تديره الولايات المتحدة في تركيا. وقال مقاتلون من حركة حزم، وهي واحدة من هذه المجموعات، الأربعاء، إن أمريكا كانت “تبحث عن الثغرات من أجل التوصل إلى حل سياسي، والحفاظ على الأسد”.