وصل الحوثيون إلى الخطوة النهائية لمشوارهم الطويل للإجهاز على سلطة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وذلك بإسقاط دار الرئاسة اليمنية، والاستيلاء على كافة ألوية الحماية الرئاسية ونهب أسلحتها.
فقد سقط القصر الرئاسي (دار الرئاسة) في منطقة السبعين الرئاسية بالعاصمة صنعاء الذي يقع فيه المكتب الرسمي للرئيس والمقر الرسمي لإقامته، في أيدي المسلحين الحوثيين، وأن الرئيس عبدربه منصور هادي اضطر مؤخرا للإقامة في منزله الخاص في شارع الستين.
وأوضحت مصادر أن المسلحين الحوثيين اقتحموا جميع ألوية الحماية الرئاسية الواقعة في محيط القصر الرئاسي وسيطروا على كافة الأسلحة الضخمة التي تقع في إطارها، والتي تحتوي على أحدث الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وذكر مصدر عسكري أن معسكرات الحماية الرئاسية شهدت عمليات نهب واسعة وكبيرة، وأن المسلحين الحوثيين سيطروا على مخازن الأسلحة في معسكرات ألوية الحماية الرئاسية، بما فيها الأسلحة الثقيلة، وأن قائد حراسة الرئيس هادي أمر قوات الحماية الرئاسية بعدم المقاومة وانسحابها من دار الرئاسة حفاظا على سلامتهم وعدم المواجهة مع المسلحين الحوثيين، وذلك بعد اشتداد المعارك في محيط المنزل الخاص بالرئيس هادي عصر أمس.
وكانت وزيرة الإعلام نادية السقاف ذكرت وقوع اشتباكات عنيفة بالقرب من منزل الرئيس هادي، ومحاصرة المسلحين الحوثيين لمنزله، كما أكدت قبل ذلك محاصرة الحوثيين لمقر إقامة رئيس الوزراء خالد بحاح في القصر الجمهوري، في وسط المدينة والذي يقيم فيه منذ تعيينه في رئاسة الحكومة نهاية العام المنصرم.
وقالت في حسابها في موقع (تويتر) «إن دار الرئاسة يتعرض للهجوم من قبل المسلحين بالرغم من كون المباحثات السياسية جارية». وأكدت أن «الرئيس عبدربه منصور هادي يتعرض للهجوم من قبل ميليشيات مسلحة تود الإطاحة بالحكم».
من جانبه، صعّد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني ، اللهجة ضد الرئيس اليمني والمجتمع الدولي، متهماً السلطة الانتقالية وعلى رأسها الرئيس عبدربه منصور هادي بالتنصل من اتفاق السلم والشراكة والتوجه نحو الاستئثار بالسلطة وإقصاء مكونات أخرى، من بينها أنصار الله وكيانات في الحراك الجنوبي.
كما اتهم الرئيس هادي بحماية الفساد والتستر على ابنه الذي قال إنه استرسل في ممارسة الفساد المالي. وفي لهجة مهددة قال الحوثي مخاطبا الرئيس: «أنصح الرئيس بألا يخضع للحسابات الخارجية ولا المؤامرات من بعض القوى في الداخل… نفذ اتفاق السلم والشراكة لمصلحتك ولمصلحة شعبك… أترك المماطلة غير المشرفة».
وقال إن السلطات وأطرافا فيها اتجهت إلى فتح جبهات جديدة وتوفير مصادر تمويل مالي كبيرة للقاعدة من بينها نهب البنوك وتسليمها للقاعدة.
وأضاف أن سياسة فتح الجبهات الجديدة وراء تسليم عتاد كتيبة عسكرية «للقاعدة وحلفائها في حزب الإصلاح» بمأرب.
وشهدت العاصمة صنعاء أمس حالة من القلق البالغ وحالة نزوح كبيرة، وبالذات أسر كبار القادة الجنوبيين الذين قاموا بمغادرة العاصمة صنعاء خشية نشوب حالة من الانتقام في حال سقط نظام الرئيس هادي في أيدي المسلحين الحوثيين، فيما اتهم زعيم قبلي في محافظة مأرب، شرقي اليمن، أمس الثلاثاء، الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتآمر مع جماعة «أنصار الله» (الحوثي)، مشددا على أن قبائل مأرب لن تسلم المحافظة لمسلحي الحوثي.
ومن موقعه على الخطوط الأمامية في جبهة القبائل بمأرب لصد هجوم محتمل من مسلحي الحوثي، قال الزعيم القبلي الشيخ حمد بن رهط، لوكالة الأناضول، إن «محافظة مأرب عصية على جماعة الحوثي، ولن يسلمها أهلها لمسلحي الجماعة».
واتهم «بن رهط» الرئيس هادي بـ»التآمر مع جماعة الحوثي لتسليم المحافظات اليمنية لمسلحي جماعة الحوثي (من المذهب الزيدي الشيعي)، الذين اجتاحوا صنعاء يوم 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، ثم توسعوا إلى محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية.
ومضى قائلا إن «هادي سلم (محافظة) عمران (شمال) للحوثيين وقتلوا قائدها العسكري»، في إشارة إلى مقتل العميد حميد القشيبي، قائد اللواء 310 مدرع في الجيش في محافظة عمران، على يد مسلحين حوثيين في يوليو/ تموز الماضي.
وبشأن التوقعات بأن يستهدف مسلحو الحوثي محافظة مأرب، قال «بن رهط: «محافظة مأرب تأمن من جماعة الحوثي ومن يواليه في الجيش والسلطات الرسمية، وسنمنعهم من دخول مأرب كما دخلوا عمران وصنعاء».
وحول وصف زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، لقبائل مأرب بـ»التكفيريين والإرهابيين»، قال إن «الحوثي هو التكفيري والإرهابي؛ لأنه من فجر المدارس ونهب الأموال والمعسكرات، بينما رجال القبائل لم يغزوا مؤسسة ولم ينهبوا معسكراً.»
هذا وأعلنت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن، جنوبي اليمن، إغلاق المطار الرئيسي للمدينة وجميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، معتبرة سيطرة جماعة الحوثي على دار الرئاسة، جنوبي العاصمة صنعاء، «انقلابا على الرئيس عبدربه منصور هادي».
ونقل تليفزيون عدن الحكومي بيانًا عن اللجنة (تضم قيادات عسكرية ومسؤولين أمنيين ومحليين)، مساء أمس، قالت فيه إن «جميع المنافذ مغلقة أمام أي مجاميع مسلحة… وما يحدث بصنعاء هو انقلاب على الرئيس هادي».
وقالت مصادر في جماعة الحوثي إن الجماعة نجحت عقب اشتباكات، أمس، مع قوات لحرس الرئاسي في السيطرة بشكل كامل على دار الرئاسة، جنوبي صنعاء.
يأتي ذلك بينما يبقى رئيس الوزراء خالد بحاج، منذ يوم أول أمس، تحت ما يشبه «الإقامة الجبرية» داخل القصر الجمهوري، وسط صنعاء، التي تسيطر جماعة الحوثي على مخارجه.
كذلك، تواصلت اشتباكات لعدة ساعات عصر اليوم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة قرب منزل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في شارع الستين، شمالي صنعاء، حيث يتواجد الأخير، قبل أن تتوقف، أيضا، في ساعات المساء، حسب سكان محليين.