تمكّنت قوات حماية الشعب الكردية من تحقيق تقدم كبير على جبهات القتال جنوب شرق مدينة عين العرب (كوباني)، بعد تمكنها من السيطرة على هضبة مشنة نور الاستراتيجية الواقعة إلى الجنوب الشرقي من المدينة، التي تطل على معظم خطوط إمداد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، التي تصل مناطق سيطرته في المدينة بمناطق في الرقة وريف حلب الشرقي.
وتمكنت قوات حماية الشعب من السيطرة على التلة بعد معارك طويلة استمرت طول ليل الأحد - الإثنين، بعد أن تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة بقوات "داعش" على صعيد الآليات والأفراد، بحسب مصادر محلية في المدينة.
من جهة ثانية، صمدت قوات حماية الشعب الكردية على جبهات القتال وسط المدينة وجنوبها، على الرغم من استقدام "داعش" تعزيزات كبيرة واستخدامه لعشرات السيارات المفخخة في سعيه للسيطرة على المدينة الحدودية، ذات الغالبية الكردية.
على خط مواز، ألحقت غارات طيران التحالف الدولي، التي استمرت بشكل شبه يومي على نقاط تمركز تنظيم "الدولة" في عين العرب ومحيطها، خسائر بشرية كبيرة وحالت دون تمكن "داعش" من تحقيق السيطرة على المدينة.
وأكّد شهود عيان من مدينة منبج، في ريف حلب الشرقي، التي يسيطر عليها "داعش"، قيام عناصر التنظيم بدفن العشرات من رفاقهم ممن سقطوا إثر غارات طيران التحالف الدولي على مناطق سيطرتهم في عين العرب.
وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في بيان، أن "مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة انحسرت إلى نحو 15 في المائة فقط من مساحتها، بعدما كان يسيطر على نحو ثلثي مساحة المدينة في بداية هجومه منذ نحو ثلاثة أشهر.
واقتصرت سيطرة "داعش" في المدينة على مناطق محدودة في الأحياء الجنوبية والجنوبية الشرقية منها بحسب المرصد، في مقابل سيطرة قوات حماية الشعب الكردية على معظم مناطق المدينة الشمالية والغربية ومناطق وسط المدينة؛ كسوق الهال والبلدية وساحة الحرية، التي شهدت على مدار الأشهر الماضية اشتباكات عنيفة بين الطرفين.