أثار حضور قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي قداس عيد الميلاد، الذي يقيمة النصارى في مصر بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، جدلا واسعا على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر، خاصة أنها المرة الأولى في التاريخ التي يحضر فيها رئيس مصري (قداس أعياد الميلاد) حيث كان يحرص كافة الرؤساء السابقين للسيسي على إرسال مبعوث لهم داخل الكنيسة دون حضورهم بشكل شخصي.
وبالرغم من الإعلان عن إرسال قائد الانقلاب العسكري لكبير الياوران مندوبا عنه، إلا أنه أصر على الحضور بنفسه، ما يعزز الأقاويل بشأن مشاركة الكنيسة بقيادة "تواضروس الثاني" في المشهد السياسي الحالي بقوة، ومشاركتهم في إدارة العديد من الملفات.
وعقب وصول قائد الانقلاب للكنيسة توقفت صلوات القداس، ونزل البابا تواضروس لاستقبال السيسي الذي اقترب من هيكل الكنيسة، وألقى كلمة وسط تصفيق الحاضرين وترحيب غير مسبوق.
وألقى قائد الانقلاب العسكري كلمة قصيرة قبل أن يغادر الكاتدرائية، قال فيها: "كان ضروري إني أجيلكم وأقول لكم كل سنة وإنتوا طيبين، وأتمنى إني مكنش قطعت عليكم الصلوات.. ومصر على مدار آلاف السنين علمت الإنسانية والحضارة للعالم كله".. وقاطعه النصارى: "بنحبك يا ريس"، فرد عليهم: "وأنا كمان بحبكم ومتشكر.. وكدة قداسة البابا هيزعل".
وواصل: "مهم إن الدنيا تشوف المصريين.. إحنا كلنا مصريين، من فضلكم بنسطر للعالم معنى ونفتح طاقة أمل ونور حقيقية، إن شاء الله هنبني بلدنا مع بعض ونساع بعض وهنحب بعض كويس ونحب بعض بجد، علشان الناس تشوف مرة تانية.. عام سعيد عليكم وعلى المصريين كلهم، وكل عام وأنتم طيبين جميعا يا قداسة البابا.. ومتشكرين ومش هضيع وقت أكتر من كدة".
السيسي يطالب بثورة دينية على نصوص المسلمين ويرحب بنصوص الأقباط:
وبحسب مراقبين فإن أكثر ما يدعو للإثارة في حضور السيسي لقداس أعياد الميلاد في مصر هو أنه يتزامن مع تصريحات سابقة لقائد الانقلاب خلال احتفالية "المولد النبوي الشريف" بأن العالم يحتاج إلى ثورة دينية على بعض النصوص المقدسة الإسلامية، متهما ملايين المسلمين بشكل ضمني بالتطرف والإرهاب.
وأشعلت زيارة السيسي للكنيسة وحضوره القداس لأول مرة في التاريخ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعجبوا من خطابه الرقيق مع الأقباط، في الوقت الذي كان يخاطب فيه علماء الأزهر بتعال وازدراء ويطالبهم بالثورة على نصوص دينهم الحنيف.
وكان السيسي قد هاجم الخميس 1 ديسمبر 2014، الخطباء وعلماء الأزهر، وانتقد في كلمة ألقاها أمام جمع من علماء الأزهر بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي، ما أسماه بـ"التمسك بالنصوص الدينية المقدسة" ووصفها بـ"أنها تعادي الدنيا كلها".
وفي جرأة على ثوابت الإسلام، قال السيسي: "لا يمكن أن يكون هذا الفكر الديني المقدس المتضمن نصوصًا وأفكارًا تم تقديسها من مئات السنين.وأصبح الخروج عليها صعب.لدرجة أنها تعادي الدنيا كلها"، على حد قوله.
وأشار السيسي إلى الحاجة لوجود ما وصفها بـ"ثورة دينية"، مبررا هجومه على النصوص الدينية بقوله "أن الأمة تمزق وتدمر وتضيع بأيدينا".
وعقب إنهاء السيسي كلمته اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر، بموجه من الغضب العارم، تجاه تصريحات السيسي، كما أطلق المئات من المغردون هاشتاق بعنوان (السيسي_مرتد) والذي امتلأ بمئات التعليقات على خطاب السيسي.