أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، رفضها القاطع للمبادرة الروسية للحوار بين المعارضة والنظام الذي تعد موسكو لعقده نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل.
وفي بيان أصدرته ونشرته على موقعها الالكتروني، الثلاثاء، قالت الجماعة “نرفض رفضاً قاطعاً المبادرة الروسية، ونعلن التحامنا مع شعبنا البطل، في مواجهة بطش النظام المجرم وحليفيه الروسي والإيراني في سبيل نيل الحرية والكرامة”.
وأضافت الجماعة بأنها تؤكد على رؤية الثورة السورية في “إسقاط النظام وتفكيك أجهزته الأمنية، والعمل على قيام الدولة المدنية.. دولة الحرية والعدالة والكرامة”.
كما طالبت المجتمع الدولي مجدداً بـ”القيام بواجباته الإنسانية والأخلاقية في حماية أرواح المدنيين والضرب على يد النظام الذي قتل مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء ودعم الجيش الحر للقيام بواجباته”.
وأشارت الجماعة إلى دعمها للحل السياسي ضمن إطار حددته بـ”زوال نظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية، وتوفير المناخ السياسي الملائم بوقف القتل الذي يمارسه ضد المدنيين الأبرياء، والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة”.
وأيضاً “الاتّفاق المسبق على خارطة الطريق التي تحدّد ما ينبغي الالتزام به، والمدة الزمنية لتنفيذه بضمانات دولية واضحة ومحددة”، بحسب البيان.
وختمت الجماعة بيانها بمطالبة روسيا بـ”تغيير موقفها الداعم للنظام واستمرار أجهزته الأمنية والوقوف إلى جانب الشعب وخياراته العادلة في الحرية والكرامة”.
واقترح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، الخميس الماضي، أن يلتقي ممثلون عن مختلف أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية في موسكو نهاية يناير/كانون الثاني المقبل قبل لقائهم المحتمل مع ممثلين عن النظام السوري، ما دفع بعض المراقبين للحديث عن إمكانية عقد مفاوضات “موسكو 1″ بين النظام والمعارضة.
وأعلنت خارجية النظام السوري، السبت الماضي، استعداد دمشق للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف الى “التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي”، بحسب وكالة أنباء النظام (سانا)، في حين أن الائتلاف السوري المعارض أعلن عدم تسلمه حتى اليوم دعوة رسمية للحوار في موسكو، بحسب تصريحات سابقة لبدر جاموس عضو الهيئة السياسية للائتلاف.
وتعد روسيا من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكرياً ومادياً، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على “الجرائم والمجازر” التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل نحو 4 أعوام.
يشار إلى أن فكرة إجراء لقاء في موسكو يجمع المعارضة السورية ونظام الأسد طُرحت في صيف 2014، ومنذ ذلك الوقت تقوم وزارة الخارجية الروسية بشكل منتظم بتقديم معلومات حول إجراءات عملية التنظيم لعقد ذلك اللقاء.
ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية، بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.