كعادته، سلط الكاتب الصحفي رئيس تحرير جريدة "المصريون" في مقاله الأخير على الأزمة الراهنة التي نشبت على خلفية تصريحات النائب الكويتي السابق مبارك الدويلة، وجاء المقال بعنوات "هل الإمارات خط أحمر فعلا؟".
فقد قال سلطان في صدر مقاله،" أقامت الإمارات الدنيا ولم تقعدها لأن نائبا برلمانيا كويتيا سابقا انتقد الحملة التي يقودها الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي في الإمارات ضد تيارات الإسلام السياسي السني تحديدا، في مختلف بلدان العالم، وانتقد النائب مبارك الدويلة سجن أكثر من ستين ناشطا إماراتيا بينهم أكاديميون ورجال أعمال ودعاة لمجرد أنهم معارضون، لا يحمل أحدهم سوى قلمه أو حسابه على تويتر، فدخلوا السجون بدون اتهامات حقيقية واعتبر ذلك ظلما، فغضبت الإمارات، ورد الفريق ضاحي خلفان بقوله: الدويلة ما يعرف أن الإمارات خط أحمر؟!".
وأبدى الكاتب استغرابه من المطالبة بمعاقبة الدويلة قائلا، "أن يُطلب محاسبة ناشط كويتي ونائب برلماني وشخصية عامة لأنه انتقد موقف الإمارات السياسي ، فهذا خارج حدود العقل والتصور"، على حد تعبيره.
وأضاف قائلا "الرأي يرد عليه بالرأي، والحجة بالحجة، أما أن نطالب بإسكاته ومحاكمته وسجنه لأنه انتقد المواقف السياسية للإمارات فهذا مثير"، حسب وصف الكاتب .
وأشار سلطان إلى قضية "بني ارشيد" في الأردن الذي يخضع لمحاكمة في أمن الدولة بسبب أرائه عن سياسة دولة الإمارات، وتساءل سلطان مستنكرا، "من هو الضحية الثالثة على مذبح الإمارات خط أحمر".
وعلق سلطان على هذه الحساسية الإماراتية، بالقول،" ثلاثة أرباع المثقفين المصريين وتسعين في المائة من الإعلاميين المصريين يحجون ويعتمرون في دبي وأبو ظبي مرتين أو ثلاث سنويا ، ويرزقهم الله كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا، ويمكنك في مصر أن تنتقد أي مسؤول حتى السيسي نفسه دون أن يثير ذلك عليك نصف ما يثيره أي إشارة نقدية للإمارات أو الشيخ محمد بن زايد بشكل خاص"، على حد تعبيره.
وعبر الكاتب عما وصفه،"كيف يحول العرب شخصية المسؤول الإماراتي إلى مقدس لا يجوز المساس به ، أو كنبي مرسل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يجوز نقده كما ينقد أي سياسي في العالم، وكيف يحدث ـ إذن ـ لو قذفه أحدهم بالبيض والطماطم كما رأينا رئيس وزراء بلجيكا أول أمس، ما هذا الهراء الذي يحدث في بلاد العرب"، على حد وصفه.
وعلل سلطان سبب حساسية الإمارات من النقد، "هذا التوتر الإماراتي المفرط في الحساسية ـ في تقديري ـ يأتي من إدراك الإمارات حجم ومستوى الكراهية والغضب الذي حظيت به على امتداد العالم العربي من ملايين البشر من المحيط إلى الخليج ، بسبب موقفها من ثورات الربيع العربي"، مشيرا إلى تصريحات عبد الخالق عبد الله التي اعترف فيها مؤخرا بأن ملايين العرب غاضبين على سياسة الإمارات، على حد تعبيره.
وختم سلطان مقاله، طالبا النصيحة لدولة الإمارات قائلا، "ألا من ناصحين لقادة الإمارات، يفهمونهم أن هذا طريق عبثي وغير مثمر على الإطلاق، ويفتح عليهم وعلى غيرهم مشكلات وتحديات نحن جميعا في غنى عنها، لأن ما تعيشه بلاد العرب حاليا يكفي وزيادة للخوف والمعاناة والاستنزاف والقلق على المستقبل، أما من حكيم يعيد "الأبناء" إلى سيرة الشيخ زايد ـ رحمه الله ـ الذي اجتمعت حوله قلوب العرب من المشرق للمغرب ، يسار ويمين، إسلامي وليبرالي ويساري وناصري، وكانت بصماته الخيرة في كل بلاد العرب بدون حساب سياسي، حتى أطلقوا عليه "زايد الخير"، على حد قول الكاتب.