قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي إن فوز الباجي قائد السبسي أنهى الصراع حول منصب الرئاسة فى تونس، لكنه لم ينه المرحلة الانتقالية كما يبدو لأول وهلة، ذلك أن ثمة حراكاً سياسياً لا يزال يتفاعل داخل البلد المفجر لثورات الربيع العربي.
وأوضح هويدي -في مقاله بجريدة "السفير" اللبنانية- تحت عنوان "هل سقطت حقـًا آخر قلاع "الربيع العربي"، أن الحراك يشتعل داخل حزب "نداء تونس" ذاته، الذي يضم فئات التقت على تحدي حركة "النهضة" وهزيمتها، ولا يجمعها برنامج واحد.
وتابع المفكر البارز أن الخلاف بدأ مبكرا داخل "نداء تونس" حيث يتبنى السبسي موقف التعاون مع "النهضة" باعتبارها القوة السياسية الثانية في البلاد التي لا يمكن تجاهلها، فيما يعد الأمين العام للحزب ذو الاتجاه اليساري (الطيب البكوش) من دعاة القطيعة مع إخوان تونس.
وأعاد هويدى للأذهان إطاحة البكوش حين كان وزيراً للتربية يوماً ما، بأكثر من 1000 مدير مدرسة بحجة أنهم من الإسلاميين، وعين مكانهم عناصر من اليساريين.
وأضاف: "الحاصل داخل "نداء تونس" له نظيره في الأحزاب الأخرى بما فيها حركة النهضة، الأمر الذي يعني أن خريطة الأحزاب معرضة للتغير خلال الفترة المقبلة".
وأشار هويدي إلى: "هناك أيضاً قلق مكتوم داخل حزب نداء تونس من الحالة العمرية للسبسي الذي دخل عامه الـ89، بسبب تخوف البعض من وقوع أسوأ الاحتمالات، فإني سمعت من يهمس قائلاً: إن تونس قد تضطر لإجراء انتخابات رئاسية جديدة قبل نهاية السنوات الخمس المقررة لبقاء رئيس جمهورية في الحكم".
هويدي ألمح إلى أن مسألة رئاسة الحكومة عليها ثمة شبه إجماع في أوساط الأحزاب السياسية على رفض تولي شخصية من "نداء تونس" لذلك المنصب، وهو ما يخيف الجميع من شبح "التغوّل" إذا ما تولى حزب الغالبية رئاسة الدولة ورئاسة البرلمان وإلى جنبهما رئاسة الحكومة.
من جانب آخر، يشار أن سيطرة "نداء تونس" على السلطات في تونس لن يجد منتقدين لهذه الحالة من السيطرة، التي كانت مثار انتقاد دائم ومستمر من جانب الأحزاب المصرية لحزب الحرية والعدالة كون وجود غالبية له في مجلس الشعب المنحل ورئاسة الجمهورية من خلال الرئيس محمد مرسي، والحكومة برئاسة هشام قنديل. فإذا كانت الأصوات ترتفع لتصحيح الوضع في مصر وتم "تصحيحه" بانقلاب، هل سيتم تصحيح الوضع بتونس ولو بانتخابات مبكرة؟!