هافنجتون بوست: أمريكا ليست سعيدة بفوز السبسي برئاسة تونس
واشنطن
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
23-12-2014
استهل موقع (هافنجتون بوست) الأمريكي تقريره عن الانتخابات الرئاسية بتونس بالقول: " تونس، حيث خرجت أولى ثورات الربيع العربي، بات لديها أول حكومة منتخبة ديمقراطية في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي انتهت أمس الاثنين بفوز الباجي قائد السبسي، لكن ذلك الأمر لا يمكن أن يُسعِد واشنطن".
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أصدر بيانا أمس الاثنين قال خلاله "إن تونس أعطت مثالا لامعا للمنطقة والعالم بأسره لما يمكن تحقيقه عبر التفاني من أجل الديمقراطية وتوافق اﻵراء والعملية السياسية الشاملة، وإنجازاتها خلال العام الجاري تضع الأساس لمستقبل أكثر استقرارا وازدهارا وديمقراطية للبلاد".
وأضاف كيري أن بلاده ستستمر في دعم تونس حيث إنها تلتحق بركب ديمقراطيات العالم.
لقد أصدر كيري والخارجية الأمريكية بيانين متطابقين عن التطورات الديمقراطية الوليدة في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال تونس تحظى بأهمية استثنائية، فلا تزال الآمال معقودة على أن تستمر الحكومة الجديدة في عملها وأن تثبت أن الديمقراطية يمكنها العمل في المجتمعات الإسلامية التي اعتادت لفترات طويلة على الحكم المستبد وقمع الحركات السياسية الإسلامية الداخلية.
وقال مسئولون أمريكيون في تصريحات لـ"هافنجتون بوست" إن الفوضى التي تعم أرجاء العالم الإسلامي بداية من سوريا التي مزقتها الحرب، حيث وافق أوباما بتردد على المشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مرورا للحليف الموثوق اليمن وانتهاء عند ليبيا .. كل ما سبق يجعل لدى مسئولي واشنطن شعور باليأس من أن يشهدوا تغييرا إيجابيا في تونس.
ووفقا للموقع فقد حذر محللون أيضا من أنه ينبغي ألا تثق الولايات المتحدة بشدة في استقرار تونس، فالبلاد لا تزال في مرحلة انتقال سياسي من عهد زين العابدين بن علي، الديكتاتور الذي ظل أكثر من 20 عاما في الحكم، وأطيِح به في 2011 بعد قيام أولى ثورات الربيع العربي، ثم تبعت تلك الفترة ظهور حركة النهضة الإسلامية على الساحة السياسية وسيطرتها على البرلمان ثم توصلت الأحزاب في تونس إلى اتفاق بأن تذهب الرئاسة مؤقتا للمنصف المرزوقي (الموالي للنهضة) في ديسمبر عام 2011.
وفي العام الماضي، شهد تطورا آخر على الساحة السياسية لتونس، بعد أن استقال عدد كبير من مسئولي حركة النهضة في البرلمان وتم حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة في أكتوبر الماضي ومع اكتمال الدستور الجديد، تم إجراء الانتخابات الرئاسية، التي فضلت حركة النهضة عدم المشاركة فيها.
ويُعتبر فوز السبسي بالانتخابات تاريخيا لأنه جاء في أعقاب تشكيل برلمان جديد واختيار رئيس عبر الانتخابات، الأمور التي تجعل تونس أول دول عربية منذ قيام ثورات الربيع تكمل عملية الانتقال الديمقراطي بذلك الشكل، غير أن معارضي السبسي، ومن بينهم المرزوقي، حذروا من أن صعوده لسدة السلطة يمكن أن يمهد الطريق لإحياء استبداد بن علي، وينسف ما تحقق من انتصارات في ثورة الياسمين.
وأفاد الموقع أن معارضي السبسي يزعمون أن تونس مهددة بالسير في الطريق الذي سارت فيه مصر، حيث عاد الحكم الاستبدادي لها العام الماضي في أعقاب انقلاب عسكري (على حد زعم الموقع) ضد حكومة الإخوان المسلمين المنتخبة. ويقول شادي حامد وهو زميل في معهد بروكينجز ومؤلف كتاب (إغراءات السلطة) "ثمة الكثير من الحديث الاحتفالي حول تونس أعتقد أنها تستحق المزيد من الحذر، وأنا قلق من أن يؤدي ذلك النوع من الحديث إلى أن تصرف واشنطن نظرها عن تونس بحجة أنها تسير بشكل جيد".
وبجانب أهميتها الرمزية، فإن تونس تظل مصدر قلق للجهات الفاعلة لما أهو أبعد من حدودها بسبب الفوضى السياسية داخلها التي أعطت المتشددين الإسلاميين المساحة للازدهار، والدليل انضمام أكثر من 3 آلاف تونسي لتنظيم الدولة الإسلامية، ما يجعلها الدولة الأولى في إمداد التنظيم المتشدد بالمقاتلين الأجانب، فضلا عن تنظيم أنصار الشريعة (إحدى الجماعات التابعة للقاعدة) الذي تحمله واشنطن المسئولية عن الهجوم على قنصليتها في بنغازي الليبية، لديه وجود قوي داخل تونس.