قال قيادي إخواني بالأردن إن السياسي المصري ورئيس حزب “مصر القوية”، عبد المنعم أبو الفتوح، لم يقترح فكرة حل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، خلال زيارته الأخيرة إلى عمان.
وفي تصريحات للأناضول، أضاف رئيس المكتب السياسي الأسبق للجماعة في الأردن، أرحيل الغرايبة، إن فكرة حل التنظيم عالميًا لم يطرحها أبو الفتوح خلال زيارته الأخيرة التي التقى خلالها بقيادات إخوانية في منزل رئيس مجلس شورى الجماعة الأسبق عبد اللطيف عربيات.
ومضى الغرايبة: “أبو الفتوح طُرح فقط مسألة إصدار الإخوان في مصر لبيان عام يعلنون فيه للشعب المصري تنازلهم عن حقهم في استعادة كرسي رئاسة الجمهورية الذي حصلوا عليه بانتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، وترك الأمر للشعب المصري كله بصفته صاحب القرار، حفظاً للدم المصري، وحرصًا على مصلحة الدولة المصرية، ولو كان ذلك على حساب أعضائها وشهدائها ومعتقليها”.
وأشار إلى أن “حديث أبو الفتوح جاء بعد أن وُجِّه له سؤال حول تصوره للحل في مصر”، لافتًا إلى أن “أبو الفتوح اعتبر ما جرى في بلاده شكل ظلمًا بحق الإخوان وانقلابًا عليهم، رغم اختلافه معهم على مسألة الترشح لانتخابات الرئاسة”.
وعن رؤية الغرايبة (منسق مبادرة “زمزم” وأبرز قيادات تيار الحمائم في الجماعة) من حل التنظيم العالمي للجماعة قال إن “التنظيم شكلي وهو عبارة عن تنسيق واستشارات وليس له سلطة على الأقطار، وقد أصبح شماعة يعلق عليها أعداء الإخوان كل مخططاتهم، وقد أصبحت مخاطره أكثر من منافعه، إذ يلحق الضرر بالعمل الوطني والإسلامي في الأقطار المختلفة”.
ومبادرة “زمزم” أطلقها الغرايبة برفقة عدد من أعضاء الجماعة في أكتوبر/ تشرين أول العام 2013، وتقوم بنشاطات خارج إطار الجماعة وتعقد حوارات ولقاءات مع مختلف الأطياف السياسية في الأردن وتطرح فكرة المشروع الوطني والعمل على الالتفات للشأن الداخلي.
الأمر الذي اعتبرته قيادة الجماعة الحالية محاولة انشقاق عنها ووصل الأمر مؤخرا لصدور قرار بفصل الغرايبة من عضوية الجماعة، إلا أن مبادرة قادها القيادي بجماعة الإخوان عبد اللطيف عربيات نجحت في إلغاء قرار الفصل.
من جانبه، قال رئيس شورى الجماعة الأسبق، عبد اللطيف عربيات، إنه تلقى اتصالاً من أبو الفتوح يوم الجمعة الخامس من ديسمبر/ كانون أول الجاري، أخبره فيه بقدومه لعمان بدعوة من نقابة الأطباء الأردنيين بصفته أمينًا عامًا أسبق لاتحاد الأطباء العرب، وقد اتصل به لما تربطه به من علاقات قديمة حيث شاركا قبل سبع سنوات بمؤتمرات حوارية مع الغرب حول الإسلام ومنهجه وأفكاره.
وأضاف عربيات للأناضول: “لم يأتِ أبو الفتوح لطرح أي مبادرة إنما تم التداول في قضايا مختلفة، بحضور شخصيات مختلفة إخوانية وغيرها، وقد أكد أن ما جرى في بلاده ورغم اختلافه معهم بشأن الترشح لانتخابات الرئاسة قد شكل ظلماً بحق الإخوان”.
وحول فكرة حل التنظيم العالمي للجماعة، قال عربيات إن التنظيم ليس مؤسسة ذات إلزام وإنما تهدف لنشر فكر وليست تنظيما إداريًا ملزماً للأقطار، موضحًا أن التنظيم العالمي أشار، في أوقات سابقة، على إخوان الأردن بعدم مقاطعة الانتخابات البرلمانية إلا أنهم رفضوا ذلك وقاطعوا.
ومضى بالقول: “هناك علاقات يفرضها الإسلام ومسألة سلطة التنظيم الدولي وما يشاع بأنها تحكم أمر فيه تضخيم غربي”.
وكان رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني السابق، زار الأردن الجمعة الماضي بدعوة من نقابة الأطباء الأردنيين بصفته أميناً عاماً أسبق لاتحاد الأطباء العرب، والتقى بقيادات إخوانية أردنية على مأدبة عشاء في اليوم ذاته في منزل عربيات، وغادر الأردن الأحد.
وعقب الزيارة، تداولت مواقع إخبارية محلية وعربية تقارير حول طرح حل التنظيم الدولي للجماعة خلال اللقاء، كما زخرت مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالجماعة بالنقد لأبو الفتوح والغرايبة بناءً على ما سرب من اللقاء من معلومات.