بإغلاق عبد الفتاح السيسي للأنفاق التي تمثل شريان الحياة لقطاع غزة أجبر حركة المقاومة الإسلامية حماس للسعي مجددا من أجل التودد إلى إيران لحاجة الحركة الماسة إلى دولة ترعاها في ظل افتقارها للمال، مؤكدة على أن زيارة وفد الحركة حاليا إلى طهران بقيادة "محمد نصر" عضو اللجنة التنفيذية و"أسامة حمدان" مسؤول العلاقات الخارجية مع الدول العربية في الحركة إذا نجحت فإنها ستمهد الطريق لزيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس إلى الجمهورية الإيرانية.
ويهدف الوفد إلى إزالة العقبات بين إيران وحماس في ضوء الاختلاف بينهما بشأن ما يجري على الأراضي الثورية والموقف من دعم نظام بشار الأسد.
ويعود الخلاف المستتر بين حماس و إيران إلى مواقف الطرفين من الصراع السوري الدائر، خاصة بعد أن نأت حماس بنفسها عن الصراع ولم تدعم نظام الأسد في حربه المشتعلة ضد الغضب الشعبي تجاهه الأمر الذي دفع إيران إلى وقف الدعم المقدم إلى حماس خاصة مع تزامن لجوء قادة حماس إلى الدول الخليج متمثلة في الكويت و قطر و البحرين و دول الربيع العربي الممثلة لتجربة تيار الإسلام السياسي كمصر و تونس، فضلا عن قيام إسماعيل هنية بإعلان الدعم و التأييد للثوار السوريين من منبر الأزهر الشريف، مما مثل تحدياً للإرادة الإيرانية التي قابلت ذلك بتجميد الدعم لحركة حماس.
ويرى المحللون أن مستقبل العلاقات بين حماس وإيران يتوقف على موقف الأولى من الثورة السورية وعلاقاتها بالدول العربية خاصة دول الخليج، وساهمت حالة التوتر بين حماس والنظام المصري الحالي في عودة حماس مرة أخرى إلى بناء العلاقات مع الجانب الإيراني و الذي يسعى على مدار سنوات مضت إلى دعم الحركة مقابل السماح بنشر "التشيع" في قطاع غزة ، الأمر الذي ترفضه الحركة السنية بشدة.