قبل ساعات من نشر تقرير التعذيب الخاص بالنهج الذى اتبعته وكالة الاستخبارات الأمريكية، الـCIA، ساد قلق كبير داخل الأوساط الأمريكية التى توقعت أن ينتج عن نشره ردود فعل عنيفة لما يحتويه من أساليب قاسية استخدمت فى استجواب المعتلقين، وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية إن التهديدات الجنسية، واستخدام أدوات مثيرة للجدل مثل "المثقاب الكهربائى" للحصول على المعلومات ستكون أبرز معالم التقرير.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر قولهم إن التقرير سيشمل الاعتداء الجنسى على أحد المعتقلين بواسطة عصا مقشة، وتهديد عبد الرحمن النشيرى، المشتبه أنه العقل المدبر وراء تفجير سفينة البحرية الأمريكية فى ميناء عدن باليمن عام 2000، بواسطة مثقاب كهربائى.
كما سيشمل التقرير استخدام الـCIA لأساليب الحرمان من النوم، والحجز فى أماكن صغيرة، والإزلال، والإيهام بالغرق. واعتبر المسئولون الذين اطلعوا على التقرير أنه يخلص إلى أن أساليب الاستجواب القاسية فشلت فى إيجاد مخابرات فريدة قادرة على إنقاذ الحياة، الأمر الذى لا يتفق معه مسئولون سابقون وحاليون فى المخابرات الأمريكية من بينهم مدير الـCIA جون برانان.
ووضعت الولايات المتحدة منشآتها الدبلوماسية وقواعدها العسكرية فى حالة تأهب للمخاطر الأمنية ، وقال مسئولون فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إنهم لا يتوقعون أن يتسبب نشر التقرير فى ذلك النوع من العنف الذى أسفر عن مقتل أربعة دبلوماسيين أمريكيين فى بنغازى فى سبتمبر 2012، فمثل هذه العمليات الانتقامية العنيفة، على حد قول مسئولى الإدارة الأمريكية، تميل إلى الحدوث أكثر عن المساس بالإسلام كدين أكثر من الأفراد المسلمين، لكن بعض كبار أعضاء الكونجرس من الجمهوريين يحذرون من عواقب إعلان التقرير، مشيرين إلى تقارير استخباراتية داخلية وأجنبية بشأن احتمال إثارة الاضطرابات والعنف، مما قد يسفر عن مقتل أمريكيين.
ويكشف هذا التقرير الذى استغرق سنوات لنشره، تفاصيل برنامج "الترحيل السرى والاعتقال والاستجواب" الذى أقره الرئيس السابق، جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر. وتم إيقاف العمل بهذا البرنامج قبل مغادرة بوش لمنصبه فى أواخر 2008، فى الوقت الذى حظر استخدام "أساليب الاستجواب المتطورة" بعد تنصيبه.