إسرائيل: المنطقة العازلة في سيناء ستفضي إلى نتائج عكسية
تل أبيب
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
07-12-2014
حذرت مراكز إسرائيليّة استراتيجيّة من أنّ قيام الجيش المصري بتدشين المنطقة العازلة على الحدود بين سيناء وقطاع غزة، سيفضي إلى نتائج عكسيّة.
فقد اعتبر "مركز أبحاث الأمن القومي"، أهم مراكز التفكير الإسرائيليّة ارتباطاً بمؤسّسة الحكم في تل أبيب، أنّ قيام الجيش المصري بتدمير منازل الآلاف من المواطنين المصريين، لن يُسهم في استعادة الهدوء واستتباب الأمن في سيناء.
وأفاد المركز، في ورقة صادرة عنه ونشرها قبل أيّام، إلى أنّ ما أقدمت عليه السلطات المصريّة، يلعب في الواقع، لصالح التنظيمات "الإرهابية" العاملة في سيناء، لأّنه سيوفر لها بيئة داعمة، من خلال ردة الفعل الغاضبة التي سيردّ بها الجمهور السيناوي على سياسات الجيش المصري.
واعتبر المركز أنّ التحديات الأمنيّة التي سيواجهها الجيش المصري ستتعاظم، لأنّه قلّص هامش المناورة المتاح أمام مجموعات كبيرة من السكان الذين يحافظون على القانون، ويدفعهم إلى تأييد التنظيمات "الإرهابية". ويشير إلى أنّ "إهمال الإدارات المصريّة المتعاقبة حلّ مشاكل أهالي سيناء، سيفاقم الأزمة ويزيد من اندفاع السكان للانخراط في الأنشطة "الإرهابيّة".
وبحسب المركز فأنه كان يتوجّب على القيادة المصريّة أن تعيد تقييم سياساتها في سيناء، الذي قال إنّه تبيّن بشكل واضح أنّ الجيش المصري استثمر جهوداً هائلة ونفّذ عمليات كبيرة ضدّ هذه التنظيمات، لكنّه فشل فشلاً ذريعاً في وقف عمليات استهداف قواته.
كما رأى أنّه "كان ينبغي على القيادة المصريّة أن تنتهج سياسة أخرى تأخذ بعين الاعتبار حاجات الجماهير السيناوية لتقنعها بجدوى محاربة التنظيمات "الإرهابيّة"، لافتا إلى أن "الكثيرين في مصر باتوا يطرحون تساؤلات حول عائدات عمليات الجيش في سيناء، وما إذا كانت تفضي إلى نتائج سلبية".
كما نقل المركز في ورقته عن مصادر عليا في الجيش الإسرائيلي قولها، إنّه لا يوجد ما يدلّل على علاقة حركة حماس بالعمليات التي تنفذها مجموعات "أنصار بيت المقدس"، داعياً إلى وجوب بلورة خطة لإعادة إعمار مناطق سيناء لتقليص اندفاع الأهالي للانضواء تحت ولاء الجماعات الجهادية أو تقديم المساعدة لها.
وفي سياق آخر، قال رئيس قسم الدراسات الشرقيّة في جامعة تلّ أبيب، إنّ "الشكوك في قدرة نظام عبد الفتّاح السيسي على البقاء، يجب أن تفرض على إسرائيل رفض اقتراحه القاضي بإرسال قوات أمن مصريّة إلى مناطق الدولة الفلسطينية العتيدة". وبين، في مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم الاثنين الماضي، أنّه على الرغم من أنّ هدف السيسي من الاقتراح هو "محاصرة التنظيمات الإسلامية العاملة في مناطق الدولة الفلسطينية والتي يمكن أن تعمل فيها مستقبلاً، فإنه لا يمكن لإسرائيل السماح للجيش المصري بأن يكون موجوداً على مسافة قصيرة من المدن الإسرائيلية".
وذكر فريدمان أنّه "لا يوجد ما يضمن استمرار بقاء نظام السيسي وعدم عودة حكم الإسلاميين إلى مصر، الأمر الذي يجعل الموافقة على تمركز قوات مصريّة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزة مخاطرة كبيرة".
ويوضح فريدمان أنّ "رفض الاقتراح المصري لا يعني بحال من الأحوال، تجاهل التحوّلات الكبيرة التي طرأت على العلاقات مع مصر في عهد السيسي"، مشيراً إلى أنّ "مساحة التقاء المصالح بين نظام السيسي وإسرائيل، أكبر مما كانت عليه مع نظام حسني مبارك، على اعتبار أنّ الأخير "قدّس الجمود"، في حين أن السيسي في حركة دؤوبة ضدّ التنظيمات "الإرهابية".