أيد مستثمرون مصريون انتقادات وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان المنصوري، للحكومة المصرية، التي أعرب فيها عن قلقه من غياب رؤية اقتصادية واضحة لمصر، متفقين مع قوله إن "أهم استثمارات إماراتية جديدة في مصر مرهونة بوضع استراتيجية واضحة لمدة 5 سنوات على الأقل".
وقال محمد جنيدي، نقيب المستثمرين الصناعيين إن المنظومة الاستثمارية في مصر تحتاج لتعديل، وإن ما أعُلن عنه من إصلاحات لا يتعدى حيز التصريحات السياسية، على حد قوله.
وأعرب عن تأييده لتصريحات المنصوري عن عدم وضوح الرؤية للاقتصاد المصري بنسبة 100% -على حد قوله - مشيراً إلى أن الحكومة تنفذ إصلاحات بعيدة كل البعد عن مشكلات الاقتصاد، ومؤكداً عدم وجود توجه اقتصادي، فيما يصدر عنها من قرارات أو قوانين.
واستنكر جنيدي تجاهل إبراهيم محلب، رئيس الوزراء في الحكومة المصرية الحالية، لدعوات جمعيات المستثمرين لبحث مشاكلهم في غلق وتعثر 400 مصنع بمنطقة 6 أكتوبر، إضافة إلى 5 آلاف مصنع للغزل والنسيج وتشريد 2 مليون عامل، "فيما يزور الأهرامات بدلاً من وزير السياحة لافتتاح معبد أمنحتب"، بحسب تعبيره.
من جانبه أحمد بوهشيمة، رئيس مجموعة حديد المصريين، قال إن مصر تمر بأزمة طاحنة، في ظل اعتمادها على الخارج في توفير أكثر من 65% من احتياجاتها.
ورفض بوهشيمة تحمُّل المستثمرين من المصريين والعرب ما قال أنه "فاتورة فساد النظام السابق"، وقال إن كل رجال الأعمال الذين لهم مشاكل مع الحكومة ليس لديهم أي مانع من التفاوض، خاصة وأن اللجوء للتحكيم الدولي لا يزيد الأمر إلا تعقيداً، لكنه أكد أن مصر تمتلك رؤية واضحة نحو المستقبل يشترط لتحقيقها الالتفاف الشعبي حول أهدافها، مستدركاً: "هذا لن يحدث إلا بعد الاستحقاق الثالث وهو الانتخابات البرلمانية".
بدوره رئيس لجنة التأمينات والبنوك بالاتحاد المصري للمستثمرين، أحمد نوح، اتفق مع تصريحات المنصوري، مؤكداً وجود إصلاحات اقتصادية، لكن "غير مكتملة" وينقصها الاستماع للمستثمرين الصناعيين أنفسهم لبحث مشاكلهم وسبل الدعم المطلوب لإنقاذ صناعتهم.
وبحسب تصريحات مصدر مسؤول بوزارة الاستثمار المصرية بغياب الرؤية، لصحيفة "الوطن" المصرية، فإن الحكومة المصرية الحالية ستعلن استراتيجيتها الاقتصادية الكاملة لعشرات السنين المقبلة، بعد انتخاب البرلمان المقبل.
وكان وزير الاقتصاد الإماراتي، سلطان المنصوري، قد أكد على مواصلة تقديم الإمارات الدعم الكامل لمصر في الفترة المقبلة رغم ما أسماها بـ"التحديات القائمة حاليا في الأسواق الإقليمية والدولية"، قائلا: "نحن نقف مع الشعب المصري لوضع أجندة اقتصادية قوية كما فعلنا نحن ونجحنا في الإمارات، وهذا يتطلب استمرارية في الاستثمار بمصر بحكم أن مصر لديها قطاعات استثمارية متعددة ومتنوعة وهي تتشوق إلى جذب الاستثمارات إليها".
وأشار إلى جهود مشتركة لوضع برنامج استثماري قائلا: "نرى أنه لدى مصر فرصة للاستثمار فيها، مثل السياحة والصناعة والخدمات، ونرى أن الفرص القادمة خلال السنوات الـ5 أو الـ10 ستكون مبشرة. إذا وضعت الأجندة الاقتصادية المصرية في مسار واضح فإن والإمارات والدول الخليجية والعربية وسائر دول العالم، كلها ستساهم وتساند مصر في هذا التوجه".