في ظل استمرار المعارك العنيفة وسط مدينة بنغازي بين قوات مجلس شورى ثوار بنغازي وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أكدت مصادر طبية ليبية أن أكثر من ثلاثمائة شخص قتلوا في المدينة منذ بدء الاشتباكات.
وقالت المصادر إن "المعارك وأعمال عنف متفرقة في بنغازي وإعدامات خارج إطار القانون أوقعت منذ 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي نحو 340 قتيلا، بينهم أكثر من مائتي جندي".
وأفادت هذه المصادر - التي تعمل في مستشفيات وجمعية الهلال الأحمر- أن "مدنيين بين القتلى أصيبوا برصاص أو قصف عشوائي في مناطق الاشتباكات، إضافة إلى المدنيين المسلحين الذين شاركوا مع قوات حفتر في القتال"، وتشمل هذه الأرقام أيضا مقاتلين إسلاميين وصلت جثثهم إلى مستشفيات المدينة"، بحسب هذه المصادر.
وجاء الإعلان عن هذه الحصيلة مع زيادة شدة المعارك بين قوات مجلس شورى ثوار بنغازي وقوات حفتر وسط المدينة، حيث أشارت مصادر محلية إلى أن قوات حفتر تتعرض لكثافة نارية كبيرة، الأمر الذي جعلها تتراجع للتمركز في أماكنها في منطقة سيدي حسين.
واستخدمت في الاشتباكات أسلحة ثقيلة، بينها الدبابات ومدافع 106 والهاون في أحياء عدة من مدينة بنغازي، إضافة إلى الطيران الحربي التابع لقوات حفتر، بينما شهدت المدينة نزوح بعض الأهالي بسبب القصف العنيف.
وكانت القوات التابعة للواء المتقاعد حفتر قد بدأت حملة عسكرية في 16 مايو/ أيار الماضي تحت اسم "عملية الكرامة" التي تدعمها حكومة عبد الله الثني المنبثقة عن البرلمان في طبرق والمنحل بأمر المحكمة الدستورية، ضد من يصفهم بـ"الإرهابيين".
وتعاني مدينة بنغازي جراء المعارك من انعدام أوجه الحياة بشكل شبه تام، فضلا عن نقص في الأدوية والمحروقات والسلع والمواد الغذائية، مع شلل أصاب جميع المصارف والدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية وعدد من المرافق الطبية أمام المواطنين.