وقعت سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا، الأربعاء، اتفاقية وست مذكرات تفاهم في عدد من المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية، في ختام زيارة الدولة التي أجراها السلطان هيثم بن طارق إلى العاصمة الإسبانية مدريد.

وذكرت وكالة الأنباء العُمانية أن السلطان هيثم بن طارق شهد مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيث في قصر "مونكلوا" مراسم توقيع الاتفاقيات بين البلدين، والتي شملت اتفاقية للإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة.

وتضمنت مذكرات التفاهم الست مجالات الثقافة والرياضة، وترويج الاستثمار، والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والأمن الغذائي، وإدارة وحماية موارد المياه، والطاقة النظيفة، والنقل والبنية الأساسية.

وقبيل التوقيع، عقد السلطان هيثم بن طارق جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الإسباني تناولت العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين وسبل تطويرها، إضافة إلى بحث آخر المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما عُقدت جلسة مباحثات رسمية موسعة بحضور وفدي البلدين، جرى خلالها التأكيد على تعميق التعاون الثنائي القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وضرورة توسيع مجالات الشراكة والاستثمار، خصوصًا في قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي والتصنيع والاستزراع السمكي والإنتاج الزراعي.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بما يحقق تطلعات البلدين المستقبلية ويعزز المنافع المتبادلة.

وفي إطار الزيارة، التقى السلطان هيثم بن طارق العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس وعددًا من كبار رجال الأعمال الإسبان في قصر إل باردو، حيث جرى استعراض فرص الاستثمار المشترك وبحث سبل تنمية العلاقات الاقتصادية بين مسقط ومدريد.

وأكد السلطان حرصه، إلى جانب ملك إسبانيا، على تعزيز التعاون الاقتصادي واستغلال الفرص المتاحة لإقامة مشروعات ثنائية واعدة تعود بالنفع على البلدين.

واختتم السلطان هيثم بن طارق زيارته الرسمية إلى مدريد التي استمرت ثلاثة أيام، غادر بعدها العاصمة الإسبانية عائدًا إلى مسقط.

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عُمان وإسبانيا نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 600 مليون يورو في عام 2023، وفق بيانات وزارة الصناعة والتجارة الإسبانية.

وتشارك شركات إسبانية في عدد من المشاريع الحيوية داخل عُمان، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والموانئ والخدمات اللوجستية، ومن أبرزها تطوير ميناء الدقم ومشروعات الطاقة الشمسية، تماشيًا مع رؤية عُمان 2040 التي تضع الطاقة النظيفة والتصنيع في صدارة محركات النمو الاقتصادي.

وتسعى كل من مدريد ومسقط إلى تعزيز حضور الشركات الإسبانية في المشاريع الكبرى داخل السلطنة، في ظل توجه عُمان إلى جذب استثمارات أجنبية تتجاوز 10 مليارات دولار سنويًا، خصوصًا في قطاعات الهيدروجين الأخضر والموانئ والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي.