طالب باحث إسرائيلي بارز حكومة بنيامين نتنياهو بالحصول على ضمانات من الرئيس الانقلابي عبد الفتاح السيسي يلتزم بموجبها بسحب القوات المصرية من شمال سيناء بمجرد أن يتم القضاء على التهديد الذي تشكله الجماعات "الجهادية".
وفي مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر الجمعة (7|11)، قال الدكتور موشيه فوكسمان، أستاذ الدراسات الشرقية والتاريخ في جامعة "بار إيلان"، إن الأوضاع المضطربة في مصر ترمي بظلال من الشك حول قدرة نظام السيسي على الصمود، محذراً من أن تغيير الواقع السياسي في مصر يشكل تحدياً استراتيجيا كبيراً لإسرائيل في حال ظلت القوات والعتاد العسكري الذي يعود للجيش المصري على حاله في شمال سيناء.
ونوه فوكسمان إلى أن "إسرائيل" سمحت للسيسي بإدخال مروحيات ومدافع وقوات كوماندوز وعربات مدرعة للمنطقة لمساعدته في الحرب على الجهاديين مشددا على أن تغيير الواقع السياسي في مصر يعني فتح المجال أمام تحول هذا العتاد وتلك القوات إلى مصدر كبير على الأمن "القومي" الصهيوني.
وأوضح فوكسمان أن هناك حاجة لتقديم الولايات المتحدة ضمانات مماثلة لإسرائيل على اعتبار أنها وقعت على اتفاقيات "كامب ديفيد"، وبفعل تأثيرها على دوائر صنع القرار في القاهرة.
وشدد فوكسمان على أن الحكومة الصهيونية محقة في سماحها للسيسي بإدخال هذه القوات على اعتبار أن حسم المواجهة مع "الجهاديين" يتطلب تمتع الجيش المصري بتفوق نوعي، مستدركاً أن هذا لا يعني عدم الإصرار على تقديم ضمانات حتى لا تستخدم هذه القوات ضد "إسرائيل" في حال غاب السيسي عن المشهد.
وأعاد فوكسمان للأذهان حقيقة أن "إسرائيل" رفضت بإصرار طلب الرئيس المخلوع حسني مبارك إدخال آليات وطائرات للمنطقة، على الرغم من علاقتها الوثيقة به، مشيراً إلى أن دوائر صنع القرار في تل أبيب تدرك العوائد الإيجابية للحرب التي يخوضها السيسي على الأمن القومي لإسرائيل.
وأوضح فوكسمان أن ملاصقة شمال سيناء لقطاع غزة وقربها من الحدود مع الكيان الصهيوني تفاقم خطوة تواجد قوات مصرية في المنطقة، في الوقت الذي يتم استبدال نظام حكم السيسي المتحالف مع "إسرائيل" بنظام آخر.
وأشار فوكسمان إلى أن تقديم المساعدة للسيسي في ظل الوقت الحالي ينطوي عليها فوائد تكتيكية للكيان، محذراً أن سقوط نظام السيسي وحلول نظام آخر معادٍ لإسرائيل سيحول هذه الفوائد إلى ضرر استراتيجي هائل.
وتكتسب توصيات فوكسمان أهمية من حقيقة أن جامعة "بار إيلان" التي يعمل فيها تعتبر "مركز التفكير" الأهم الذي يخدم اليمين الإسرائيلي وحكومة نتنياهو بشكل خاص.