اقتحم جنود الاحتلال مسجدا في مخيم جنين، وبثّوا صلوات تلمودية عبر مكبرات الصوت، بحسب فيديو تداوله ناشطون على مواقع التواصل، اليوم الخميس، وهي الجريمة التي أشاد بها وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بنغفير.
ويظهر في الفيديو جندي من جيش الاحتلال، وهو يمسك بالميكروفون عند محراب المسجد، ويردد صلاة تلمودية، بينما يتبادل جنود آخر الضحكات على وقع تدنيس المسجد الذي كانت تحيط به مركبات عسكرية إسرائيلية.
من جانبه، أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، باقتحام المسجد في جنين وإقامة صلاة يهودية داخله.
وكتب بنغفير: "صلاة يؤديها جنودنا الأبطال في مسجد بجنين".
وفي الوقت الذي ذكر جيش الاحتلال أنه سيعاقب هؤلاء الجنود، قال المتطرف بنغفير في تدوينة على حسابه في تلغرام ردا على موقف الجيش: "لا مجال لإجراءات تأديبية ضد الجنود الذين يضحون بحياتهم من أجل شعب إسرائيل في قلب الجحيم في جنين، وخطيئتهم كلها هي قول شيماع إسرائيل في مكان أصبح أحد مراكز الإرهاب الرئيسية ضد إسرائيل"، حد زعمه.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى تقديم الدعم الكامل لجنودنا الرائعين وعدم التورط في إجراءات تأديبية في أمور لا يفترض أن تهم الجيش الإسرائيلي، وبالتأكيد ليس في زمن الحرب".
ولليوم الثالث على التوالي، ينفذ الجيش عملية عسكرية واسعة في جنين ومخيمها قتل منذ بدايتها 12 فلسطينيا وفجّر 20 منزلا واعتقل 700 فلسطيني أفرج عن غالبيتهم بعد تحقيق استمر لساعات وفق كمال أبو الرب، القائم بأعمال محافظ جنين للأناضول.
ومنذ يوم الثلاثاء، ينفذ جيش الاحتلال عدوانا واسعا على مخيم جنين، أسفر حتى الآن عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة العشرات، فيما أقر جيش الاحتلال بإصابة 5 من جنوده في مواجهات مع المقاومين.
وقال موقع "واللا" الإخباري العبري إنه تم نقل الجنود المصابين إلى مستشفى "عيمك" في مدينة العفولة، بشمال "إسرائيل"، وإن إصابة أحدهم متوسطة، وقد أُجريت له عملية جراحية.
ويأتي هذا الاقتحام، بموازاة حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وحتى مساء الأربعاء، خلّفت الحرب في غزة 18 ألفا و787 شهيداً و50 ألفا و897 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.