قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن جيش الاحتلال بدأ بضخ مياه البحر إلى مجمع الأنفاق الضخم التابع لحركة حماس في غزة، كجزء من جهد مكثف لتدمير البنية التحتية تحت الأرض التي تدعم عمليات المجموعة.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين مطلعين، إن خطوة إغراق الأنفاق بالمياه من البحر الأبيض المتوسط، والتي لا تزال في مرحلة مبكرة، هي مجرد واحدة من عدة تقنيات يستخدمها الاحتلال لمحاولة تطهير الأنفاق وتدميرها.
الأسبوع الماضي، قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، إن الاحتلال الإسرائيلي أكمل تركيب ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد حوالي ميل من شمال مخيم الشاطئ للاجئين، من أجل نقل مئات آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة، وهو ما يعني أنها يمكن أن تغمر شبكة أنفاق بطول 300 ميل في غضون أسابيع.
ولفتت إلى أن الهدف هو محاولة دفع مقاتلي المقاومة، للخروج من الأنفاق، أو جعلها غير صالحة للعمل، عبر إغراقها بمياه البحر.
وأشارت إلى أن الاحتلال، قام بتجميع نظام من المضخات الكبيرة، التي يمكن استخدامها لإغراق شبكة الأنفاق بغزة، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وشكك مسؤول مطلع على خطط الاحتلال، في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال، بنجاح الفكرة، وقال: "لا أحد يعرف تفاصيل الأنفاق والأرض المحيطة بها، ومن المستحيل معرفة ما إذا كان ذلك سيكون الطريقة الفعالة، لأننا لا نعرف كيف سيتم تصريف مياه البحر في أنفاق لم يسبق لأحد دخولها، ومعرفة تفاصيلها".
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بجامعة واشنطن، جون ألترمان قوله: "من الصعب إجراء تقييم كامل لتأثير ضخ مياه البحر، لأنه من غير المعروف كيف ستتسرب المياه إلى التربة، وما التأثير الذي ستحدثه على الأنفاق أو الكمية التي ستدخل إليها بالأساس".
ولفت إلى مخاطر بشأن البنية التحتية الحالية للصرف الصحي، والمياه الجوفية بباطن الأرض في غزة، ومدى التأثير السلبي عليها وتلويثها في حال جرت خطوة كهذه، إضافة إلى مخاوف بشأن استقرار المباني المجاورة لمناطق ضخ المياه في باطن الأرض.
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي رصده حتى اليوم قرابة 800 نفق، مؤكداً في الوقت نفسه أن شبكة الأنفاق الموجودة أكبر بكثير مما هو معلوم، وفق المصدر نفسه.
والأربعاء الفائت، نقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، عن زوجة أسير إسرائيلي أطلق سراحها من غزة مؤخرا قولها لأعضاء المجلس الوزاري الحربي في اجتماع سابق بمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب: "إنهم (الأسرى) في الأنفاق، وأنتم تتحدثون عن إغراقها بمياه البحر".
وأضافت، دون أن يذكر الموقع اسمها: "لقد وضعتم السياسة فوق إعادة المختطفين، لقد ضرب زوجي نفسه (لا يزال أسيرا لدى المقاومة الفلسطينية) لأن الأمر كان صعبا، وأنتم لا تفكرون إلا في إسقاط حماس".