اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان السبت، أن إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي المبرم في العام 2015 أصبح "بلا جدوى" على نحو متزايد بالنسبة لبلاده.
وفي كلمة ألقاها أمام طلاب في جامعة طهران، قال عبد اللهيان: "اليوم، كلما تقدمنا أكثر، أصبحت خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق الدولي) بلا جدوى".
وأضاف: "بالنظر إلى تجاهل الطرف الآخر للخطوط الحمراء (الإيرانية) أحيانًا، فإننا لسنا حاليًا على طريق العودة إلى الاتفاق".
وتدارك عبد اللهيان: "طبعًا هذا لا يعني أننا وضعنا الاتفاق جانبًا. إذا كان الاتفاق يخدم مصالحنا (سنقبله) بكل عيوبه".
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي قد دعا العالم في أكتوبر إلى عدم الفشل في الجهود المتعلقة بإيران كما حدث مع كوريا الشمالية التي طردت مفتشي الوكالة وعملت على تطوير أسلحة نووية.
والشهر الماضي، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن قرار إيران في سبتمبر منع دخول العديد من مفتشيها "أثر بشكل مباشر وخطير" على قدرتها على مراقبة برنامج طهران النووي.
القرار "غير المسبوق" الذي يستهدف جنسيات بعينها، اعتبرته الوكالة التابعة للأمم المتحدة "متطرفًا وغير مبرر"، بحسب ما جاء في تقرير سري لها اطلعت عليه وكالة "فرانس برس".
وبحسب مصدر دبلوماسي، فإن 8 خبراء، فرنسيين وألمانيين خصوصًا، معنيون بالقرار.
وأبرمت طهران عام 2015 اتفاقًا مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، أتاح تقييد أنشطتها وضمان سلميتها، في مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها.
إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديًا من هذا الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، وأعادت فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية، ما دفع هذه الأخيرة للتراجع تدريجًا عن التزاماتها النووية.
وبعد أشهر من تولي جو بايدن الرئاسة الأميركية مطلع 2021، بدأت إيران والقوى الكبرى (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، مفاوضات لإحياء الاتفاق. لكن المباحثات التي جرت بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، وصلت إلى طريق مسدود في صيف 2022.
وواصلت إيران التي تشدّد على أنها لا تسعى لتطوير قنبلة نووية، تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى بكثير من الحد الأقصى البالغ 3,67% والذي ينص عليه اتفاق 2015 مع القوى الكبرى.