اتهم الدكتور عزام التميمي، مدير معهد الفكر الإسلامي بالعاصمة البريطانية لندن، والمقرب من جماعة الإخوان المسلمين، صحفيين ممولين من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة لإثارة لغط بشأن الإخوان المسلمين، وإشاعة أن التحقيق الذي أمر به رئيس الوزراء كاميرون، والذي لم يعلن عنه بعد، قد أدان الإخوان.
وأكد "التميمي"، في حوار أجرته معه إذاعة "بي بي سي" البريطانية، أن محامي الجماعة سارعوا في بريطانيا إلى إصدار بيان يؤكد حصولهم على معلومات موثقة أن ما تشيعه أوساط موالية لدولة الإمارات عار عن الصحة وأن التقرير لا يدين الإخوان.
وأضاف: "ما تزال الحكومة البريطانية مترددة في نشر نتائج التحقيق لعلمها أن نتائجه لن تكون سارة لمن طلبه وألح عليه ابتداء ألا وهو السعودية والإمارات. ولكن هناك تخمينات بأن التقرير سينشر على الملأ قبل بدء العام الجديد، أو حتى قبل عطلة أعياد الميلاد".
وأشار التميمي إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تتعرض أي من المؤسسات الإسلامية أو الشخصيات الإسلامية في بريطانيا لأي ضغوط أو مضايقات، ولم نتوقع ذلك ولا نتوقعه وذلك أن بريطانيا بلد معروفة بسيادة القانون ونزاهة القضاء.
وأوضح مدير معهد الفكر الإسلامي أن أوساطاً في الحكومة البريطانية من ذوي الميول اليمينية كانوا يرغبون في أن يدين التقرير الإخوان المسلمين، ولكن ليس بوسعهم عمل شيء لأن هذه الدولة دولة مؤسسات، وإذا أريد عمل شيء فلابد من تغيير القوانين أولاً، وهذه عملية ليست سهلة في النظام الديمقراطي.
وأشار إلى أن لجنة التحقيق التي يرأسها السير جينكينز، أنهت عملها في شهر يوليو الماضي وسلمت التقرير إلى الحكومة البريطانية.
وأردف: "علمنا من مصادر موثوقة أن التقرير يبرئ الإخوان مما اتهمهم به الانقلابيون , وقد وردت تسريبات في صحيفة الصنداي تايمز تفيد ذلك. ورغم محاولات حثيثة من ادول عربية التأثير في نتائج التحقيق وحتى توسيط ملك الأردن للحديث مع البريطانيين بهذا الشأن لإعادة النظر في نتائج التحقيق إلا أن الحكومة البريطانية لا يعقل أن تتدخل بهذا الشكل السافر وتغير ما توصل إليه فريق التحقيق الذي كم كالت له المديح واعتبرته نزيهاً ومهنياً وموضع ثقة تامة. ولا يوجد ما يشير إطلاقاً إلى تأثر التحقيق بأي أحداث سياسية بما في ذلك داعش وتمددها في العراق وسوريا".
وأكمل قائلا: "لقد سعى الصحفيون الممولون من قبل الإمارات في صحيفة التلغراف البريطانية، المعروفة بمواقفها المؤيدة لإسرائيل والدكتاتوريات العربية، إلى ربط الإخوان بالقاعدة وبداعش، كما سعوا إلى إقحام حركة حماس في الموضوع واللمز ببعض المؤسسات الإعلامية والثقافية العاملة في الساحة البريطانية. إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل إثر فضيحة "لورانزو" وهو الباحث الإيطالي الذي ادعت الصحيفة أنه شارك في كتابة التحقيق ثم ما لبث أن تبرأ مما نشرته الصحيفة وأكد ألا علاقة له بالتحقيق من بعيد أو قريب".