أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت صباح اليوم الأحد (19|10)، على قطاع غزة إلى إغراق الآلاف من المواطنين الذين نزحوا جراء العدوان على القطاع ويقطنون الآن في مراكز الإيواء وكذلك بقايا بيوتهم المدمرة الآلية للسقوط.
وتكرر مشهد إغراق النازحين جراء الحرب على غزة في أكثر من مركز إيواء في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، سواء غرب مدينة غزة أو في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وكذلك في المناطق التي تدمرت جراء العدوان في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وبلدة بيت حانون، وبلد جحر الديك، وكذلك بلدة خزاعة.
وعلى الرغم من علم المهجرين بقدوم المنخفض الجوي إلا انهم لم يوجدوا لهم بديل عن البقاء في مراكز الإيواء أو منازلهم الآيلة للسقوط.
وتعرض قطاع غزة في السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2160 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير حوالي 60 ألف وحدة سكنية ما بين منازل وأبراج سكنية ومؤسسات.
وبقي قرابة المائة ألف مهجر لم يجدوا لهم مأوي جراء العدوان على غزة في حين أن كل الوعود من قبل المانحين ومؤتمر الاعمار والذين جمعوا قبل أسبوع في مؤتمر القاهر 5.4 مليار دولار لم يقوموا ببناء غرفة واحدة.
وأعرب عدد من هؤلاء المهجرين في مدرسة الرمال الإعدادية غرب غزة عن غضبهم واستياءهم لعدم إيجاد منازل مؤقتة لهم بدلا من أن يبقوا هكذا في المدارس.
وقالوا في أحادث متفرقة لوكالة "قدس برس" اللندنية، لقد أغرقت مياه الأمطار أغراضنا التي اشتريناها بعدما خرجنا من منازلنا دن أي شيء، ولا نعرف كيف ممكن أن نقضي الليل في ظل هذا المطر الغزير والمنخفض الجوي العميق الذي يضرب الأراضي الفلسطينية.
وأضافوا ان 50 دولة اجتمعت من اجلنا في القاهرة قبل أسبوع وجمعوا مليارات كثيرة من الأموال ونحن لا نجد فرشة ننام عليها.
وشككوا في إمكانية وصولوا هذه الأموال التي جمعت لهم من اجل إعادة اعمار منازلهم، مشيرين إلى أن مصير هذه الأموال سيتكون كمصير أموال مؤتمر الإعمار السابق في شرم الشيخ عام 2009 التي لم يصل منها فلس واحد.
وضرب صباح اليوم الأحد منخفض جوي عميق الأراضي الفلسطينية حيث هطلت أمطار غزيرة على قطاع غزة وأغرقت الشوارع، ويتوقع أن يستمر هذا المنخفض لمدة 48 ساعة.