أكد عضو الامانة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض الدكتور برهان غليون، أن سورية أصبحت بسبب ما أسماه بـ "سفاهة حكامها وضحالة نخبها"، ساحة لتصفية كل الحسابات: الشخصية، والمذهبية والدينية، والعربية، والإقليمية، والدولية، الجديدة والقديمة، وأن ما تشهده سورية هو عبارة عن حروب كثيرة في حرب واحدة، ولشعب واحد، والخاسرون جميعا سوريون.
ورأى غليون في تصريحات نشرها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، اليوم الخميس (16|10)، أن "إيران هي المشكلة لكن أمريكا ليست الحل. وأن أمريكا يمكن أن تواجه ايران من أجل اسرائيل لكن ليس من أجل العرب والسوريين، وأن الحل في سورية عربي وسوري او لن يكون هناك حل، وأشار إلى أنه من هذه القناعة يجب على السوريين أن ينطلقوا.
وانتقد غليون موقف إيران إزاء سورية، ووصفه بـ "النفاق"، وقال: "لم يعد هناك أكثر إثارة للسخرية من تصريحات طهران المتكررة برفضها أي تدخل خارجي في سورية ودفاعها عن تقرير الشعب السوري مصيره في الوقت الذي لا يكف فيه المسؤولون الايرانيون واحدا بعد آخر عن تأكيد تمسكهم ببشار الأسد في الحكم مهما حصل ودفعهم بكل ما شكلوه من ميليشيات لبنانية وعراقية وافغانية وغيرها إلى جانب فرق الحرس الثوري الايراني لحرب الشعب السوري وكسر إرادته وثنيه عن قراره بتغيير النظام. على الأغلب هم لا يعتبرون أنفسهم أجانب وإنما أصحاب البلاد الحقيقيون. لذلك لم يظهروا مرة واحدة رؤيتهم أو شعورهم بمعاناة ملايين السوريين الذين أجبروهم على الهجرة ودفعوا بهم إلى حياة التشرد والمنافي واللجوء".
وأضاف: "لم يعد هناك اكثر اثارة للاستهزاء من اتهام ثورة السوريين بالطائفية بينما لاتترك طهران شيعيا واحدا في العالم من دون ان تسعى إلى حشده في ميليشياتها الطائفية التي تنتشر في كل الاقطار والتي ارسلتها إلى سورية لشن حرب تطهير طائفية معلنة لتحقيق اهدافها الاستراتيجية وتغيير البنية السكانية بما يمكنها من تأبيد سيطرتها والامساك بخناق الدولة السورية".
وتابع: "هؤلاء ليسوا من هذا العصر. لايزالون يعيشون في هوس التفوق العرقي والسيطرة الامبرطورية التي عرفتها فارس قبل الفي عام، ويسعون باسم الاسلام والدفاع عن اهل البيت إلى إعادة بناء الامبرطورية التي قوضت أسسها قيم الاخوة والعدالة والمساواة التي نشرها الاسلام. ولا يتورعون عن استخدام أكثر الوسائل الاستعمارية وحشية ودموية للوصول إلى هدفهم. نفاق طهران لا ينفصل عن مشروعها الامبرطوري، فهو جزء لا يتجزأ من سياسة الاستعمار في كل زمان ومكان".
ورأى غليون أنه "كما أن خراب سورية هو النتيجة المباشرة للإدارة السياسية لنظام الأسد كذلك خراب المنطقة وحروبها ودمار علاقاتها الدولية هو النتيجة الحتمية لاستراتيجية تصدير الثورة الايرانية وتوزيع ميليشياتها الطائفية على مختلف العواصم العربية" على حد تعبيره.