انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تملق وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، لنظام عبد الفتاح السيسي، أثناء زيارته الأخيرة إلى مصر منذ يومين.
وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها المنشورة الثلاثاء، إن كيري تجاهل ما وصفته بـ"الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان قد أصبح "أمرا مألوفا"، مشيرة إلى تكرار كيري للدعم القوي الذي تقدمه واشنطن لمصر التي تقوم بإصلاحات هامة.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات كيري بأنه ناقش مع نظيره المصري، سامح شكري، الدور الأساسي للمجتمع المدني الفعال وحرية الصحافة بموجب القانون.
وانتقدت الصحيفة عدم تطرق كيري في حديثه إلى الحملة المستمرة التي يمارسها النظام لسحق كل تلك المؤسسات والتي، وفقا للعديد من مراقبي حقوق الإنسان، تعتبر أسوأ حملة قمعية شهدتها مصر منذ أكثر من نصف قرن.
وتابعت الصحيفة: "لم يتفوه كيري بكلمة واحدة عن قضية محمد سلطان أو أحمد دومة، وهما سجناء سياسيين تم نقلهم إلى المستشفى قبل أيام من زيارة كيري بعد إضرابهم عن الطعام لفترة طويلة".
وذكرت الصحيفة أن كيري كان بإمكانه إثارة قضية سناء سيف، شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح التي تنحدر من أسرة أغلبيتها نشطاء ليبراليين علمانيين، مضيفة أنها تضرب عن الطعام أيضا مع عشرات من السجناء السياسيين، "والكثير منهم ليبراليون علمانيون ساعدوا في قيادة ثورة يناير وحاربوا لتأسيس ديمقراطية، ليسجنهم النظام الذي قال كيري إنه لا يزال شريكا أساسيا للولايات المتحدة".
وأوضحت الصحيفة أنه بدلا من أن يشير كيري إلى السجناء السياسيين، اتفق مع الرئيس السيسى على أن القضية الأساسية لمستقبل مصر هي الاقتصاد، قائلة إن هذا الاستنتاج يعتبر سطحي للغاية كونه يغفل حقيقة، أن الإصلاح لن يكون قابل للتطبيق في ظل نظام يسجن الآلاف من السجناء السياسيين وينكر الحقوق الأساسية.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: " بعد فشله في تحدي السلطوية المصرية الجديد، ساعد كيري على ضمان أن البلاد ستبقى فقيرة، غير مستقرة وأرضية خصبة للتطرف، وهو ما يساعد على تصوير الولايات المتحدة بأنها عدو للمصريين الذين يسعون إلى التغيير الحقيقي".