واجه مسلحي جماعة الحوثي المتمردة في اليمن في أول محاولة لبسط نفوذهم على محافظة الحديدة تحركٌ شعبي أجبرهم على الانسحاب من إحدى القلاع التاريخية بعد سيطرتهم عليها لساعات.
وأفاد مجاهد القب - وهو أحد الناشطين فيما يُعرف بالحراك التهامي- إن مسلحين حوثيين حاصروا السبت قلعة الكورنيش التاريخية الواقعة على الشريط الساحلي لمدينة الحديدة.
وأضاف أن المسلحين كانوا على متن سيارات حين أحاطوا بالقلعة من جهات عدة قبل أن يصعد إليها مسلحون منهم ويستولوا عليها لمدة ثلاث ساعات.
وذكر الناشط التهامي أن الحوثيين برروا انتشارهم بحجة حماية محيط القلعة التي توجد أمامها ساحة يتخذ منها الحراك التهامي منطلقاً لفعالياته الاحتجاجية، مشيراً إلى أن مسلحي الحراك التهامي تواصلوا على الفور مع قيادة الحوثيين وأبلغوهم أنهم مسؤولون عن حماية المنطقة.
وأكد إنه تم إجبار المسلحين الحوثيين على الخروج من القلعة, مؤكداً رفض الحراك عروضهم بالشراكة في حماية المنطقة، موضحاً أن الحوثيين استبقوا ذلك بالسيطرة على منزل مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر في عملية شهدت اشتباكات محدودة مع حراسه.
يشار إلى أن الحوثيين لم يسيطروا على منزل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح رغم أنه لا يبعد سوى أمتار عن منزل اللواء علي محسن في تكرار لسيناريو صنعاء.
وتقع القلعة التاريخية على تلة مرتفعة قبالة البحر على بعد كيلومتر واحد إلى الجنوب من ميناء المدينة القديم، ويعود بناؤها لعام 1538 للميلاد في فترة الوجود العثماني الأول في اليمن.
وكانت القلعة تستخدم لأغراض دفاعية، كما استخدمت سجنا من قبل العثمانيين ومن بعدهم ملوك اليمن الشمالي.
ويوجد في القلعة متحف مفتوح يستقبل الزوار من مختلف مناطق المحافظة وتخضع حاليا لحراسة من قبل مسلحي الحراك التهامي الذي تأسس قبل فترة على خلفية مطالب حقوقية.
ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي, يحاول الحوثيون الاستيلاء على ميناء الحديدة من أجل الوصول إلى مضيق باب المندب الذي تمر منه سفن النفط العالمية.