أفادت مصادر مقربة أن مصر عرضت تدريب القوات الحكومية التي تقاتل فصائل مسلحة متنافسة في ليبيا في تصعيد لجهودها للقضاء على ما تراه خطرا على استقرارها من الفوضى التي اجتاحت جارتها الغربية.
وبحسب مراقبين فإن هذا العرض يعد أحدث علامة على تدخل قوى عربية متنافسة في ليبيا التي أصبحت ملاذا للمتشددين وعلى وشك السقوط في هاوية الدولة الفاشلة في الوقت الذي تنشغل فيه الحكومات الغربية بالأحداث في العراق وسوريا.
وتسعى مصر جاهدة من أجل إعادة تأكيد نفوذها الإقليمي وفي الوقت نفسه استعادة المساعدات العسكرية التي أوقفتها الولايات المتحدة بعد عزل الرئيس مرسي والحملة التي شنتها القاهرة على جماعة الإخوان المسلمين.
وأكد مسؤولون أمنيون مصريون أن مسؤولين عسكريين مصريين وممثلين لقوات الحكومة الليبية التقوا عدة مرات خلال الشهرين الأخيرين في القاهرة وفي مدينة مرسى مطروح المطلة على البحر المتوسط.
وقال مسؤول في المخابرات طلب عدم نشر اسمه إن العرض المطروح على المائدة هو "استخبارات وتدريب"، وامتنع المتحدث باسم الحكومة المصرية عن التعقيب لكن أحمد بوزياد المسماري الناطق بلسان رئيس هيئة الأركان الليبية أكد أن مصر عرضت تدريب القوات الليبية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا إلى القيام بعمل حاسم ضد المتشددين الذين يتخذون من ليبيا قاعدة لهم وتقول مصر إنهم يتسللون عبر الحدود لمساعدة جماعة أنصار بيت المقدس في مهاجمة قوات الأمن المصرية في صحراء شبه جزيرة سيناء.
وأضاف مسؤول المخابرات "مصر لديها معلومات عن أماكن تواجدهم "المتشددون المرابطون في ليبيا" وعددهم ونوع الأسلحة التي بحوزتهم".
وكانت مجموعة مسلحة في ليبيا تربطها صلات بجماعة الإخوان المسلمين قد تعرضت لضربات جوية خلال أغسطس ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين قولهم إنها من تدبير مصر والإمارات العربية المتحدة.
ولم ترد الإمارات رسميا على هذه الاتهامات كما أن مصر نفت اشتراكها في القصف الجوي الذي حدث وسط مخاوف أميركية من أن ترى بعض الدول في الحرب على تنظيم الدولة ضوء أخضر لشن هجمات أخرى.
وكانت واشنطن قد أعادت في إبريل بعضا من المساعدات العسكرية السنوية البالغة 1,3 مليار دولار لمصر كانت قد جمدتها بعد عزل مرسي لكن محللين قالوا إن المخاوف بشأن احترام حقوق الإنسان أبقت على فتور العلاقات.