خطوات ممنهجة تتسم بها استراتيجية الإدارة الأمريكية في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا، إذ أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أصر على عدم إرسال قواتٍ أمريكية برية إلى العراق، في الوقت الذي تتعدد وتزداد المطالب بمواجهة "داعش" بريًا؛ لحد انتشارها لمواقع عسكرية محددة.
وكان الرئيس الأمريكي، أعلن أن جيش بلاده لن يكون له أي مهام قتالية في العراق، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأوضح "أوباما" خلال كلمة ألقاها في مقر القيادة العامة للجيش الأمريكي، بتامبا في فلوريدا، في الـ 17 من الشهر الجاري، أن الجيش الأمريكي، يخوض حربًا برية في العراق، قائلًا إن الولايات المتحدة لن تقوم بالعمل الذي يتوجب على العراق القيام به!
لماذا يتمسك "أوباما" بقرار الابتعاد عن أي تورط بريّ ضد "داعش"؟ نعرض لكم هنا 7 أسباب أجبرت الرئيس الأمريكي على الابتعاد عن مواجهة برية ضد "الدولة الإسلامية":
انتصارات "داعش" الميدانية
حقق تنظيم "الدولة الإسلامية" انتصارات عسكرية وميدانية مذهلة، سيطر خلالها على مواقع عسكرية، وعلى مساحات شاسعة في كل من سوريا والعراق، وبشكل مفاجئ.
وكانت مشاهد هروب ضباط وأفراد من الجيش العراقي، والعناصر الأمنية الحكومية والموالية لها، أمرًا أذهل كل من راقبه وتابعه، منذ معارك الفلوجة والرمادي قبل 5 أشهر من الآن، شهد العالم معارك لحظية، ما لبث أن أسقطت فيها مدن بيد مسلحي العشائر الثائرين على نظام المالكي، رئيس وزراء العراق السابق، والمجالس العسكرية، وتنظيم "الدولة الإسلامية".
وما لبثت أن سيطرت "داعش" على المشهد، وبدأت تدريجيًا في الانقلاب على حلفائها، ما أكسبها هالةً من القوة، التي أرعبت العالم الغربي، وعلى الرأس أمريكا.
مهارات "داعش" العسكرية
ظهر سابقًا مقطعًا مصورًا نشره مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية"، لتدريبات عناصر من التنظيم في معسكرٍ تدريبي أسموه "أسود الحرب".
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن الفيديو يظهر تدريبات للهبوط من قمم الجبال، والنزول عبر الحبال، فيما تظهر مشاهد أخرى اقتحام عناصرٍ من التنظيم لمبانٍ بغرض تطهيرها.
ويظهر الفيديو، عددًا من المقاتلين يسحبون الإطارات لاختبار اللياقة البدنية لديهم، وعبور شبكات التدافع، وتسلق الجدران، وإظهار مهارات القتال الأعزل، والزحف على الأرض ومرور الدبابات عليهم.
حماس شباب "داعش"
منذ بداية توسع "الدولة الإسلامية"، والصفة الملازمة لعناصره، وبخاصة الشباب، هي الحماس. فهم الذين استمتعوا برمزية تدمير علامات الحدود بين العراق وسوريا، وما انتشر لبعضهم ممسكين برؤوسٍ مقطوعة عن أصحابها الذين ذبحوا توًا، لمخالفتهم التنظيم في أي شيء، أيًا كان.
هذا وتبين أن طريقة عمل أصحاب المشروع الذي يستهدفه "داعش"؛ ليست بالقرارا اللحظية، والعمليات المتفرقة، بل إنها خطة متكاملة باستعداد عسكري وسياسي وإعلامي ومالي وتربوي، فضلًا عن أن موقع انتشار التنظيم ساهمت في تأكيد التشكيل الوجداني لشبابه، وكذا الظرف العالمي عامةً.
القدرة التنظيمية
قال الكاتب الأردني، حسن أبوهنية، الباحث في شؤون التنظيمات الإسلامية، إن تنظيم "الدولة الإسلامية"، هو أكثر التنظيمات الراديكالية تماسكًا على الصعيد الأيديولوجي والتنظيمي.
وفي حوار له مع DW العربية، أضاف "أبوهنية" قائلًا، إنّ "داعش استثمر حالة الغضب والبيئة الحاضنة بعد ثورات الربيع العربي وبدء الاحتجاجات، سواءً في سوريا أو العراق، مضيفًا أن التنظيم "تمكن بحكم تماسكه وثوابته من استقطاب عدد كبير من المقاتلين، سواءً من أبناء العراق وسوريا، أو حتى من دول عربية وأجنبية.
وبحسب ما يرى "أبوهنية" فإن قوة التنظيم الأساسية تكمن في "الأيديولوجيا المتماسكة والهيكل التنظيمي الصلب والسيطرة الميدانية والمقاتلين الأجانب، فضلًا عن التاريخ والخبرة الميدانية الواسعة للتنظيم".
"داعش" أصبح تنظيمًا عابرًا للقارات
قال الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" أصبح عابرًا للقارات.
ودعا "معصوم"، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تكوين إطار مؤسسي تشرف عليه الأمم المتحدة، يهتم بمواجهة ذلك التنظيم بكل السبل المتاحة.
"داعش" يمتلك مقومات الدولة
كشفت تقارير استخباراتية ألمانية وأمريكية دولية، امتلاك "الدولة الإسلامية"، لكافة مقومات الدولة؛ من أيدي بشرية وعمالة في كافة المهن والتخصصات؛ أغلبهم من أهل العراق وسوريا، الذين تم السيطرة على مدنهم وقراهم.
التنظيم الإداري
يضم هيكل إدارة "الدولة الإسلامية" حتى الآن، 12 واليًا على أقاليمه المتعددة، فضلًا عن مجلس حرب مكون من 3 رجال، بالإضافة إلى 8 آخرين يديرون حقائب المالية والأسرى والتجنيد.
ويشن التنظيم عمليات من خلال شبكة من القادة الإقليميين الذين لديهم مرؤوسيهم ودرجة من الاستقلال، ولكن في أوقات محددة يفتحون شبكة مشتركة للتنسيق. على سبيل المثال كان رد فعل "داعش" على الغارات الجوية الأميركية على مواقعه في العراق، هو نشر مقطع فيديو منتج بحرفية، يظهر فيه مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على مسافة تبعد 200 ميل.
ويعد "داعش" الصورة الحالية لتنظيم القاعدة في العراق، الذي قاتل القوات الأميركية تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي قبل مقتله في غارة جوية أميركية عام 2006. ووفقًا لخريطة للتنظيم وضعها الخبير العراقي الهاشمي، يوجد 25 نائبًا للبغدادي في كل من العراق وسوريا. ثلثهم تقريبًا من ضباط جيش سابقين في عهد صدام، وجميعهم تقريبًا كان معتقلًا لدى القوات الأميركية.