خبير ألماني: مشاركة دول عربية ضد "داعش" خطوة محفوفة بالمخاطر
برلين
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
26-09-2014
اعتبر الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط، راينر زوليش، إقدام خمس دول عربية على دعم واشنطن في شنها لغارات جوية ضد مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش في سوريا، بأنها الخطوة مهمة بالنسبة لحكام الدول العربية المشاركة، لكنها محفوفة بالمخاطر.
وقال زوليش: "السعودية وقطر والأردن والبحرين والإمارات العربية المتحدة كلها دول تشارك عسكريا في الغارات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا".
واعتبر أن إشراك هذه الدول عسكرياً في مواجهة "داعش" تعد خطوة ذكية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يحمي نفسه على الأقل، وعلى عكس سلفه جورج بوش، من الاتهام الشائع في العالم العربي القائل بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقود حروبا ضد الإسلام والمسلمين من أجل تأكيد قوتها والدفاع عن مصالحها الاقتصادية.
وأضاف أن مشاركة هذه الدول التي يقودها حكام سنة هي فعلا إشارة قوية، فأنظمة هذه الدول تقف من خلال مشاركتها بشكل واضح، كما لم يسبق ذلك من قبل، ضد الإرهاب وامتهان الكرامة الإنسانية اللذان يُرتكبان باسم الإسلام.
وأوضح أن مشاركة الدول الخليجية على الخصوص تعتبر جديرة بالاعتبار لأن هذه الدول تُتهم بأنها غضت الطرف سنين طويلة عما كانت تقوم به الجماعات الجهادية في الحرب الأهلية السورية، بل حتى دعمها لها لإضعاف الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته الشيعية إيران.
وتساءل الخبير الألماني هل غيرت هذه الدول موقفها؟ ثم أجاب: نعم، على ما يبدو حتى وإن استغرق ذلك وقتا طويلا، السبب يبدو واضحا: الدول العربية أدركت أن "الدولة الإسلامية" تشكل تهديدا متزايدا على أنظمة حكمها التي عفا عنها الزمن، خاصة السعودية التي وصفها بأنها تتبنى فهما أصوليا للإسلام بموازاة العلاقات الاستراتيجية التي تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن السعودية تشعر أن الجماعات الجهادية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" تشكل تحديا بالنسبة لها، كما أنها تحارب على المستوى السياسي منافستها جماعة الإخوان المسلمين.
وقال إن التوجه واضح: النظام في السعودية لا يريد التفريط في دوره القيادي في العالم العربي والإسلامي سواء لفائدة الجماعات السنية المنافسة أو لصالح غريمتها الشيعية إيران.
ونوّه أن هذه الأنظمة العربية المشاركة في التحالف ومن خلال دعمها العسكري للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على "داعش"، أقدمت أيضا على مجازفة داخلية: حتى وإن كان أغلب المواطنين في العالم العربي يرفضون ممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن هناك تعاطف مع التيارات الإسلامية المتطرفة.
ولفت إلى أنه وفي حالة وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين بسبب الغارات الجوية أو استفادة الرئيس السوري بشار الأسد، الممنوع من المشاركة في محاربة "داعش"، من الحرب على الإرهاب على الأمد المتوسط، فإنه من الممكن انتشار استياء واسع قد تكون له عواقب خطيرة في العالم العربي.
وأضاف أن هذين الاحتمالان لا يمكن استبعادهما: حروب "نظيفة" من الجو يصعب تحقيقها حتى في الحرب ضد "الدولة الإسلامية"، أما تسليح جماعات المعارضة غير الجهادية في سوريا لم يقطع أشواطا متقدمة بعد تسمح لها بمقارعة النظام والمعارضة.
وبين أنه من الصعب تقدير مدى التداعيات البعيدة المدى لهذا التدخل، وهل سيكون من الممكن الانتصار على "الدولة الإسلامية" والجماعات القريبة من تنظيم "القاعدة" دون الاستعانة بقوات عسكرية نظامية على الأرض؟ من الصعب تصور ذلك، كذلك من الصعب تصور أن العراق وخاصة سوريا، بعد سفك الدماء المستمر، أن تتحول إلى دول منظمة تتقاسم فيها مختلف الأعراق والأطياف السلطة بشكل عادل وتعيش مع بعضها البعض في كنف السلام؛ بيد أنه لا يوجد لدى أي طرف في الوقت الراهن أي استعداد لذلك.
واختتم الخبير الألماني القول أن النتيجة لا تزال مفتوحة. فقط شيء واحد يمكن اعتباره في حكم المؤكد: الحفاظ على السلطة هو الهدف الأسمى في أجندات أنظمة المنطقة واللاعبين الأساسيين فيها.