أكد القيادي في الحراك الجنوبي اليمني لطفي شطارة أن نجاح الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأحد (21|9) في إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن واستئناف العملية السياسية مرهون بالخروج من منطق المحاصصة السياسية والمناطقية التي كانت قائمة في السابق والتواضع على خارطة طريق للانتقال الديمقراطي تراعي مطالب كافة الأطراف اليمنية.
ورأى شطارة في تصريحات لوكالة "قدس برس"، اليوم الاثنين (22|9)، أن سرعة سيطرة أنصار الله على العاصمة اليمنية صنعاء وقدرتهم على تغيير المعادلات السياسية والأمنية على الأرض لم يكن ليتم لولا وجود غض طرف إقليمي ودولي، فضلا عن حجم المظالم التي يعيشها غالبية اليمنيين جراء سياسة النظام السابق ونتيجة لعدم التوازن في التوافقات السياسية التي جرت بعد تنحية الرئيس السابق، وقال: "من الواضح لكل متابع للشأن اليمني أن أنصار الله لم يكونوا ليسيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء بهذه السرعة، لولا وجود تنسيق إقليمي ودولي يقضي بغض الطرف عنهم بهدف التخلص من الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، أي "التجمع اليمني للإصلاح"، وهذا ما يفسر استمرار وجود السفراء الاجانب في اليمن دون أي تصريحات تذكر، وأيضا هذا ما يفسر صمت دول مجلس التعاون الخليجي في نقد تحركات أنصار الله".
وأضاف: "وما زاد من قوة أنصار الله أنهم استطاعوا ترجمة مطالب الشارع اليمني والتعبير عنها، فهم يمنيون عانوا كثيرا من استبداد النظام السابق، ولم تنصفهم الحلول السياسية التي أعقبت نظام صالح، لذلك كان التفاف الناس حولهم كبيرا، وكانت عملية سيطرتهم على المراكز الحيوية في صنعاء سهلا وبسيطا".
وعما إذا كان لسيطرة الحوثيين أي تداعيات إقليمية ودولية من قبيل زيادة نفوذ إيران في اليمن، قال شطارة: "علينا أن نعترف صراحة بأن علاقات الأحزاب السياسية اليمنية بالخارج كانت قائمة منذ وقت طويل، لكن هذا لا يطعن في انتمائها الوطني اليمني، ما نعرفه عن جماعة أنصار الله، أنهم مواطنون يمنيون عانوا كثيرا من ويلات النظام السابق، ولازالوا يعانون أيضا بسبب منطق المحاصصة السياسية الذي تم الاعتماد عليه بعد ذلك، أما أنهم ينتمون لطائفة دينية أو سياسية، فهذا أيضا لا يعني الآن شيئا لليمنيين، المطروح الآن هو أن يتم التوصل إلى حلول سياسية للقضايا التي يطرحها الفرقاء اليمنيون بطريقة تضمن حقوق الجميع، وهذا هو الضامن الوحيد لنجاح الاتفاق الذي تم التوقيع عليه يوم أمس الأحد (21|9)".
على صعيد آخر دعا شطارة الجنوبيين إلى استئناف الحوار مع أنصار الله من أجل ضمان تحقيق مطالب الجنوبيين في حق تقرير المصير، وقال: "أعتقد أن الوقت قد حان على الجنوبيين أن يعيدوا إحياء قنوات التواصل مع أنصار الله، وهي قنوات كانت قائمة بينهم أيام الحوار الوطني، وكان أنصار الله يتفهمون مطالب الجنوبيين وشكاواهم، وطالما أن أنصار الله أصبحوا قوة سياسية رئيسية اليوم في اليمن، فليس أمام الجنوبيين إلا أن يمدوا يدهم إليهم من أجل إنصافهم أيضا"، على حد تعبيره.