وقّع الجانبان الفلسطيني والكويتي، في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلّة، اليوم الأحد، اتفاقين لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز المشاورات السياسية، وذلك بعد نحو 24 عاما على القطيعة السياسية بسبب حرب الخليج الثانية.
وأكد وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، أن "بلاده تترأس القمة العربية ولجنة متابعة مبادرة السلام العربية، ويهمها الاطلاع على رأي الرئيس محمود عباس والتشاور والتنسيق حول الخطوات المقبلة".
وكشف عن مباحثات مشتركة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تركزت على جهود الوفد العربي الوزاري الذي سيجتمع به في مدينة نيويورك الأميركية على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الكويتي، للأراضي الفلسطينية المحتلة، في وقت تسعى فيه القيادة الفلسطينية إلى تجميع الجهود العربية واستثمار العلاقات العربية لإنجاح المبادرة السياسية التي يطرحها عباس، بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بسقف زمني، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلّة عام 1967.
وتلعب الكويت دوراً مهماً بسبب ترؤسها الوفد الوزاري العربي لوزراء الخارجية العرب، الذين يعملون على التنسيق والتشاور وحشد دعم دولي لتقديم المبادرة السياسية من خلال مشروع قرار يقدم لمجلس الأمن.
وأضاف الصباح "سيجتمع رئيس الوفد الوزاري العربي، مع وزراء خارجية كل من مصر والأردن وموريتانيا والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مع عباس، بهدف استثمار وجود 130 رئيس دولة في زمان ومكان واحد للتباحث والتنسيق حول الخطوات المقبلة".
ونقل وزير الخارجية الكويتي رسالة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى عباس، تضمنت تعزيز العلاقات واستعراض كل سبل الارتقاء بها، وتبادل وجهات النظر حول القضايا في المنطقة.
ولفت إلى أن "توقيع الاتفاقات أمر مهم مع الطرف الفلسطيني بهدف توفير مظلة للتعاون في مجالات متعددة، وأيضاً في تشاور وتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين".
من جهته، لفت المالكي إلى أن الحوار بين الجانبين تمحور حول "الترتيبات لانعقاد الجمعية المقبلة في الأمم المتحدة، وفي كيفية الاستفادة من الحضور المكثّف لقيادات وزعماء العالم، بهدف ترجمة ما تم التوافق عليه، في الاجتماع الوزاري".
واعتبر وزير الخارجية الفلسطيني توقيع السلطة الفلسطينية ودولة الكويت على اتفاقين "أمراً في غاية الأهمية، إذ يتضمن الأول إنشاء لجنة وزارية مشتركة، هدفها البحث في كيفية تعميق العلاقات ومراجعتها باتجاه الأفضل، أما الاتفاق الثاني، فيتلخص بإنشاء مشاورات سياسية بين وزارة خارجية الدولتين".
وأضاف المالكي: "نأمل أن تبدأ مثل هذه المشاورات السياسية قريباً على مستوى وكلاء الوزارات في كل من وزارتي الخارجية في الكويت وفلسطين".
وغادر الصباح والوفد المرافق له رام الله، فور انتهاء المؤتمر الصحافي إلى العاصمة الأردنية عمان على متن مروحية أردنية.