حذر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الإقدام على بدء الحرب المسلحة ضد تنظيم داعش دون وجود رؤية واضحة ومحددة عن أهداف المعركة والحلفاء المشاركين فيها.
وقال فريدمان -في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»- إن ثمة حاجة إلى الوضوح تماما قبل قيادة حملة ضد داعش فيما يتعلق بمعرفة عمّن نحارب بالنيابة؛ فتنظيم داعش لم ينشأ مصادفة ولم يأت من لا مكان، موضحًا أنه ثمرة حربين أهليتين اندحر فيهما مسلمو السٌنة، إحدى تلك الحربين هي الحلقة المفرغة في سوريا التي قتلت فيها قوات النظام العلوي الشيعي مدعومة من إيران، نحو مائتي ألف شخص كثير منهم من السُنة، والأخرى هي الحرب العراقية التي جردت حكومة نوري المالكي المدعومة من إيران، السُنة العراقيين من سلطاتهم ومواردهم.
ورأي صاحب المقال أنه لن يقوم استقرار ذاتي قادر على البقاء ما لم توضع نهاية للحروب الأهلية ويتم إرساء قاعدة لنُظم حكم عادلة ومواطَنة، ولن يستطيع العرب والمسلمون عمل ذلك إلا بإنهاء حروبهم الطائفية ونزاعاتهم القبلية.
وأضاف فريدمان: لطالما رأينا خطأ أن المشكلة تكمن في "التدريب"، بينما المشكلة الحقيقية تكمن في "طريقة الحُكم؛ لقد أنفقنا مليارات الدولارات في تدريب جنود عراقيين لاذوا بالفرار أمام الدواعش ليس لافتقارهم للتدريب الكافي وإنما لمعرفتهم أن قادتهم من الضباط لم يحصلوا على رُتبهم وشاراتهم عن جدارة واستحقاق وإنما لأن النظام فاسد، ولمعرفتهم كذلك أن حكومة المالكي لم تكن تستحق الدفاع عنها، كما تناسينا في أمريكا مدى احتياج وتطلع الشعوب العربية الثائرة إلى نُظم حُكم نزيهة وعادلة.
وقال الكاتب الأمريكي «يتعين على الشركاء العرب المسلمين أن يتحدوا حتى تكون حربًا بين المسلمين سُنة وشيعة مدعومين بقوة جوية أمريكية على جانب، والدواعش الهمج على الجانب الآخر.. هكذا سيخسر الدواعش الحرب، أما إذا بدا الأمر وكأن أمريكا تدعم الشيعة والعلويين ضد السُنة في العراق وسوريا، وهو ما سيحاول تنظيم داعش بكل ما أوتي، تصويره على شبكات التواصل الاجتماعي، عندئذ سيكسب الدواعش الحرب».
وأكد أن هذه الحرب ثنائية الجبهة؛ تنظيم داعش هو العدو الظاهر، بينما الطائفية والفساد في العراق وسوريا هما العدو الباطن ويتعين النيل من العدو الظاهر لكن يجب أولاً على العراقيين والسوريين –سُنة وشيعة- أن يجابهوا العدو الباطن بصدق.
وشدد الكاتب على ضرورة اتفاق السنة والشيعة في البداية قبل أيّ تصعيد بقيادة أمريكية، وإلا فإن تنظيم داعش سيصور أمريكا على أنها مُحرّض ومُغّلب لكفة طائفة على أخرى.