اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة عندما شنت هجمات على ثلاث مدارس تديرها الأمم المتحدة في القطاع خلال الحرب التي شنتها على غزة في يوليو / تموز وأغسطس / آب والذي تسبب في مقتل مدنيين فلسطينيين اتخذوا من المدارس مأوى لهم.
وأفادت المنظمة في تقرير صدر عنها اليوم الخميس (11|9) وصفته بأنه أول توثيق من نوعه "لهذه الانتهاكات" التي وقعت خلال الحرب الأخيرة على غزة.
وقالت المنظمة في التقرير الذي اعتمدت في إعداده على شهود عيان فلسطينيين وبحث ميداني في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية "حماس" "ثلاث غارات إسرائيلية انتهكت قوانين الحرب وتسببت في تدمير مدارس في غزة تأوي أشخاصا مشردين."
وشككت المنظمة في مصداقية خمسة تحقيقات جنائية أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء أنها فتحها في عملياته خلال الحرب.
وقالت المنظمة "إن45 شخصا بينهم 17 طفلا قتلوا في المدارس أو بالقرب منها وكان عليها علامات توضح أنها ليست هدفا عسكريا في الهجمات التي وقعت في 24 يوليو / تموز في بلدة بيت حانون في شمال القطاع وفي 30 يوليو تموز في مخيم جباليا للاجئين وفي الثالث من أغسطس آب في رفح بجنوب القطاع.
وأضافت المنظمة أن فحصها للمكان في بيت حانون وصور بقايا الذخائر تشير إلى أن إسرائيل أطلقت قذائف مورتر على المدرسة التي قتل فيها 13 شخصا.
وذكرت أن غارة جباليا حيث تم القصف المدفعي الإسرائيلي للمدرسة أودى بحياة 20 شخصا، وقالت إسرائيل إن قواتها ردت على قصف من داخل المبنى، إضافة إلى قتل 12 شخصا في الهجوم على المدرسة في رفح، حيث بينت المنظمة أن الحفرة التي أحدثها الهجوم وبقايا السلاح المستخدم "تشير بقوة" إلى اطلاق صاروخ سبائك من طائرة إسرائيلية، وقالت "يبدو أن صاروخا إسرائيليا موجها من طراز سبايك سقط قرب مدرسة للذكور تابعة للأمم المتحدة."
وشددت هيومن رايتس ووتش في تقريرها بأنه "يتعين على جميع أطراف النزاع المسلح في غزة اتخاذ جميع التدابير الكفيلة بتقليص تعرض المدنيين للخطر."
وتطرقت المنظمة إلى إعلان الجيش الإسرائيلي عن فتح خمسة تحقيقات في هجمات غزة بينها الهجوم على مدرسة بيت حانون، وقالت المنظمة في موقعها على الإنترنت "لكن لدى إسرائيل سجلا طويلا من الإخفاق في إجراء تحقيقات ذات مصداقية في جرائم الحرب" المزعومة.
وبحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية فإن أكثر من 2100 فلسطيني استشهدوا معظمهم من المدنيين، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.