تناقلت مواقع إخبارية و"جهادية" ومعرفات "تويترية" تابعة لـ"جبهة النصرة" و "داعش" بقلق خبر إعدام تنظيم «داعش» أحد أبرز الأسماء «الشرعية» فيه سابقاً وهو «أبو عمر الكويتي»، بتهمة الغلو والتطرف ونشر الفتنة! بعد أيام من ذيوع اعتقاله وحبسه انفراداً بدعوى «المناصحة والاستتابة»، وليس من أجل إعدامه أو إيقاع الأذى به.
ويرجع حبس «الكويتي» ونبأ قتله أخيراً إلى أزمة فكرية داخل أروقة التنظيم، نتج منها انقسام أتباعه فكرياً إلى حزبين، حزب «الحازمي» الذي يمثله الكويتي وأنصاره، وحزب «البنعلي» الذي تؤيده قيادات «داعش» الكبرى، إذ رأى أتباع الحازمي تكفير كل من لم يكفر زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري وغيره، حتى لو كان «الخليفة» أبوبكر البغدادي نفسه أو بعض قادته، بدعوى أنهم لم يكفروا بعض المشركين.
وشاع الخلاف واتسع داخلياً، حتى اضطر البغدادي إلى اعتقال بعض أتباعه بهدف «المناصحة»، كما أصدر بياناً (نشرته «الحياة» أخيراً) يفيد بأن هؤلاء ليسوا إلا جنوداً لـ«الدولة»، وليسوا من «شرعييها»، وأن آراءهم الفردية لا تمثل أحداً سواهم، وإثر اعتقال الكويتي وبعض المنضمين إلى «صقور التكفير» في التنظيم، شنت معرّفات وأسماء «داعشية» حملة على «الدولة الإسلامية»، واصفة إياها بالدولة «الجَهْمِيَّة» التي «لا تكفر المشركين» و«تسجن الموحدين وتقتلهم»، ما جعل الخلاف الداخلي في البيت «الداعشي» يظهر إلى السطح، ويصعد بالصراع العقدي فيه إلى أعلى مستوياته.
وأنشأ «جهاديون» تابعون لـ«النصرة» «هشتاق» بعنوان: «إعدام أبو عمر الكويتي»، يتساءل بقلق عن صحة الخبر. ويذكر أن آخر «تغريدة» نشرها حساب الكويتي المذكور بتاريخ 9 آب (أغسطس) الماضي بالإنجليزية، جاء فيها: «اليوم هاجمت أميركا كردستان وقتلت 20 شخصاً، ليرسل الله عقوبته إلى هاواي ويقتل المئات ويترك الآلاف بلا مأوى».