"مسافة السكة"، عبارة وردت على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي، إبان حملته لانتخابات الرئاسة عكست استعداده للتدخل الفوري إلى جانب أية دولة عربية حال تعرضت للخطر، وهو التوجه الذي قد يترجم في تشكيل جيش عربي لمكافحة "الإرهاب" خلال الفترة القليلة القادمة، خاصة ما يشكله تنظيم "داعش" من خطورة على الدول العربية وما يمكن أن ينتج عنه من أخطار.
وكان نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية أشار إلى ذلك صراحة في كلمته أمام وزراء الخارجية العرب، الأحد الماضي عندما دعا إلى تحرك عسكري عربي في مواجهة الإرهاب وقوى التطرف التكفيرية، وشدد على ضرورة إحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
وبحسب مصادر عسكرية، فإنه سيتم الإعلان عن تأسيس وتفعيل مجلس دفاع عربي مشترك يضم كلاً من مصر والسعودية والأردن والبحرين ولبنان والجزائر، فيما لم تحدد الكويت موقفها النهائي بشأن المشاركة.
ونقلت صحيفة "العرب اليوم" الأردنية عن المصادر ـ التي لم تسمها ـ إنه "تم وضع ميزانية مبدئية لعمل مجلس الدفاع العربي تقدر بـنحو 2 تريليون دولار، بهدف تزويد جيوش الدول المشاركة في عضويته بأحدث الأسلحة، وهذه الميزانية تعد ضعف ما تخصصه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لعملها إذ بلغت تريليون دولار عام 2013".
وزعم صلاح المصري الخبير الاستراتيجي، إن "القوات المسلحة المصرية بكافة مقوماتها كفيلة بتأمين كافة الدول العربية في الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا أو في غزة".
وتواجه شبه جزيرة سيناء أحداثا أمنية منذ نحو سنتين فشل الجيش المصري حتى الآن بتأمينها، إذ تتعرض قواته لحوادث أمنية مروعة يذهب خلالها عشرات الجنود المصريين، غير أن الإنجاز الواضح للجيش المصري هو تشديد الحصار على قطاع غزة وإغلاق مئات الأنفاق التي يستخدمها الغزيون لتأمين الغذاء والدواء لنحو مليوني فلسطيني يواجهون حصارا إسرائيليا ومصريا خانقا. واستمرار الفلتان الأمني بسيناء وهي منطقة جغرافية محدودة وشبه خالية من السكان يطرح تساؤلات جدية حول قدرة الجيش المصري على مساعدة الدول العربية في وقت لم يتمكن من حماية جنوده بعد.
وأشار اللواء عبد الرافع درويش الخبير الاستراتيجي إلى أن هناك "معاهدة الدفاع المشترك بين الدول العربيةـ وكان هناك ما يسمى بالقيادة المشتركة في عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر والتي استطاعت أن تتدخل في اليمن، إلا أنها لم تفعل بعد الانفصال بين مصر وسوريا توقفت هذه الاتفاقية، ثم فعلت في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك في حرب الكويت تحت غطاء دولي".
وكان جمال عبد الناصر دخل في حرب مع إسرائيل عام 1967 أدت إلى احتلال جزيرة سيناء والجولان وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ولا تزال غالبية هذه الأراضي تحت الاحتلال. وفي تدخل الجيش المصري في اليمن، الذي واجه فيه القوات الموالية للسعودية في "ثورة شمال اليمن" عام 1962 فقد تعرض لخسائر فادحة تقدر بمقتل آلاف الجنود المصريين.
وتابع درويش: "لكن كيفية تشكيل هذه القوات فهي منوطة بكل الدول العربية فالكل لابد أن يشترك في هذا الجيش بكل بما يستطيع، ومن لايملك الجنود أو السلاح فليشترك بالمال، ولا بد من استبعاد بعض الدول العربية من الاشتراك في هذا الجيش مثل قطر وذلك بعد عقد قمة عربية تصوت على استبعادها"، على حد قوله.
وأشار إلى أن هناك ثلاث دول رئيسة هي التي يعول عليها بناء هذا الجيش وهي: مصر والإمارات والسعودية.
يشار أن معاهدة الدفاع العربي لم تفعل في أي مرة واجهت فيها فلسطين أو لبنان عدوانا إسرائيليا، و فور إعلان الرئيس الأمريكي أوباما حلفا لمحاربة داعش تسارعت جهود النظام المصري ودول عربية أخرى للانخراط في معركة جديدة تزيد المنطقة اشتعالا ودمارا.