هاجم نائب فلسطيني رئيس السلطة محمود عباس لانتقاده المقاومة الفلسطينية وتفرده بالقرار السياسي القاضي بمواصلة مشروع التسوية، متهماً إياه بإعاقة المشروع الوطني الفلسطيني وحركة التحرر والاستقلال.
ودعا النائب عن حركة المقاومة الإسلامية حماس يحيى موسى إلى الحوار الوطني للاتفاق على استراتيجية وطنية وبرامج واحدة، والاتفاق على قرار السلم والحرب.
وقال موسى في تصريح صحفي مكتوب أصدره الاثنين (8|9)، إن "هذا القرار (الحرب والسلم) شراكة، وليس قرارًا في جيب أبو مازن (محمود عباس)، بمعنى أنه لا يجوز أن يذهب أبو مازن إلى المشاريع السياسية التي يريدها وقتما شاء حتى لو كان فيها دمار وتفتيت للقضية الفلسطينية".
وأكد بأنه لا عودة إلى الوراء ولا يمكن أن يفرض رئيس السلطة عباس حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، قائلا: "نحن (في حماس) استراتيجيتنا واضحة، ونحن لن نقبل إلا الشراكة الكاملة، والوحدة الوطنية الكاملة، ولا يمكن لأبو مازن أن يفرض إرادة الانقسام والتشرذم وإرادة إثارة الفتن والبلبلة والانشقاق في صفوف شعبنا الفلسطيني، فشعبنا أكبر من أبو مازن"، وفق قوله.
وكان رئيس السلطة محمود عباس شن هجومًا كبيرًا على حركة حماس، في أكثر من تصريح وموقف وذلك عقب انتهاء الحرب على غزة وانتصار المقاومة فيها نصراً واضحاً على الاحتلال الصهيوني.
واعتبر موسى الذي يرأس دائرة الرقابة وحقوق الإنسان في المجلس التشريعي الفلسطيني، أن ما يقوم به رئيس السلطة يمثل "حالة من الإساءة للذات وللجماعة الوطنية وتفكيك للشعب الفلسطيني، وهي محاولة لبذر بذور الانقسام والشقاق وإشغال الساحة الفلسطينية بصراعات جانبية، ومحاولة تبرئة الاحتلال من جرائمه وإزاحة المعركة من عدو مركزي للأمة العربية وهي إسرائيل إلى صراعات بينية، لا تخدم بأي حال من الأحوال المشروع الوطني".
وتابع: "أقول بشكل واضح بأن هذا الرجل (عباس) هو معوق للحركة الوطنية الفلسطينية، هو معوق للتحرير والاستقلال، وانطلاقا من هذه المفاهيم، نحن نقول بديلنا هو الوحدة، وخيارنا هو تعزيز الوحدة الوطنية والشراكة والمقاومة، وسنصبر على الإيذاء ولن نقابل الإساءة بالإساءة، ولن ننجر إلى مربع هو يريده، مربع المناكفات الإعلامية والصراع عبر وسائل الإعلام".
يشار أن محمود عباس ومنذ توقف العدوان الإسرائيلي على غزة وهو يشن هجوما إعلاميا وتحريضا سياسيا على المقاومة متنكرا لرواتب عشرات ألوف من موظفي غزة، و يضع العراقيل والاشتراطات أمام استكمال المصالحة من جهة ولمنع حصاد ثمار انتصار المقاومة بغزة، كونه يشترط تخلي المقاومة عن سلاحها ليستلم معابر غزة والشروع في عملية الإعمار، في ابتزاز واضح للمأساة الإنسانية التي يعيشها مليوني فلسطيني بغزة.
وكان عباس اشتكى لأمير قطر ما وصفه سياسة حماس اتجاهه، وادعى أن الإمارات تدعم حماس ومحمد دحلان للانقلاب عليه.