رغم استنكار إيران قبل بضعة أيام فقط موقف مصر الرافض لدخول مساعدات إيرانية إلى غزة، أشاد مستشار خامنئي "بدور مصري" في انتصار غزة تزامنا مع تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني أبدى فيها استعداد طهران للبدء بمحادثات فورية مع الرياض حول مختلف القضايا. الصحفي الفلسطيني عبد الباري عدوان اعتبر أن التصريحات الإيرانية حول السعودية ومصر إنما يمهد لتشكيل تحالف إقليمي يضم مصر والسعودية وإيران والإمارات والسعودية لمواجهة تركيا وقطر.
تصريحات روحاني ووزير خارجيته
فقد أكد روحاني "لا مشكلة في العلاقات الثنائية مع السعودية، وإنما الخلاف على بعض القضايا في المنطقة".
أما وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف فأكد في مؤتمر صحافي منفصل إنَّ "مصالح كثيرة تجمع إيران والمملكة العربية السعودية، كمحاربة التطرف والإرهاب في المنطقة".
تصريحات "ولايتي"
"إنتصار غزة ما كان ليتحقق لولا صمود أهالي القطاع ومقاومتهم، ولولا الدعم المصري للمقاومة" ، هذا ما أكده مستشار خامنئي لدى استقباله وفدا صحفيا مصريا يزور طهران.
وشدد ولايتي "على أن إيران تحترم ارادة الشعب المصري في ما يختار ومن ينتخب".
بدوره أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن إيران "على استعداد لمساعدة الحكومة المصرية وشعبها لكي تقوم مصر بدورها"، مشدداً على أن "أمن مصر من أمن الجمهورية الإسلامية، ونعارض أي تطرف أو صراع طائفي في مصر".
واعتبر عبد اللهيان خلال استقباله الوفد الصحفي المصري في وزارة الخارجية في طهران، أن لمصر مكانة وموقعاً خاصاً لا يضاهيها أي بلد أو يعوض تراجعها أي دولة أخرى، وأن بلاده ترغب في أن تتجاوز مصر سريعاً مشكلاتها وتعود لموقعها الطبيعي ودورها في حل مشكلات الشرق الأوسط.
قراءة التصريحات
الصحفي الفلسطيني المعروف عبد الباري عطوان قال في مقال له، هناك:" هجمة دبلوماسية إيرانية على مصر والفضل يعود "لداعش"، ولا نستبعد قيام تحالف مصري سعودي إيراني لمواجهة تركيا وقطر، وإجراء تسوية في سوريا تبقي الأسد رئيسا لسنوات".
ويعتبر عطوان، أن تصرحات ولايتي:"مؤشرا قويا لتقارب مصري ايراني قد يقلب كل المعادلات السياسية وربما الامنية القائمة حاليا في المنطقة".
ويوصف عطوان هذا التقارب :"نحن أمام حلف جديد يتبلور في المنطقة، يضم إيران ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والاردن، يأتي مزيجا غريبا وغير مسبوق بين أعداء لدودين حتى قبل بضعة أشهر مثل إيران من ناحية والمملكة العربية السعودية والإمارات من الناحية الأخرى في مواجهة المحور التركي القطري حتى الآن على الاقل".