11:51 . إعلام عبري: انتحار ستة جنود إسرائيليين قاتلوا لفترة طويلة في غزة ولبنان... المزيد |
11:28 . الشارقة يستعيد صدارة الدوري وتعادل مثير بين الوحدة والوصل... المزيد |
11:02 . جوارديولا يمدد عقده مع مانشستر سيتي لمدة عامين... المزيد |
10:59 . القادسية يقلب الطاولة على النصر ويجرعه الخسارة الأولى في الدوري السعودي... المزيد |
10:56 . وصول أربع قوافل مساعدات إماراتية إلى غزة... المزيد |
10:47 . الرئيس الإندونيسي يصل أبوظبي في "زيارة دولة"... المزيد |
10:33 . "أدنوك" تدرس بيع حصة بشركة الغاز التابعة لها... المزيد |
10:29 . أمريكا تحقق في صلة بنك "جيه.بي.مورغان" بصندوق تَحَوُّط في الإمارات يُسوِّق النفط الإيراني... المزيد |
10:26 . تقرير: أبوظبي دربت قوات "الدعم السريع" بذريعة القتال في اليمن... المزيد |
11:07 . الكويت تسحب الجنسية من 1647 شخصا... المزيد |
11:05 . "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" الصيني يتعاونان بمجال الطاقة المتجددة... المزيد |
11:04 . أبوظبي تنفي تمويل مشروع إسرائيلي للمساعدات في غزة... المزيد |
08:39 . بلجيكا: سنعتقل نتنياهو إذا جاء لأراضينا... المزيد |
08:38 . الإمارات وألبانيا تطلقان لجنة اقتصادية مشتركة لتعزيز التجارة والاستثمار... المزيد |
08:01 . "المصرف المركزي" يعلّق نشاط شركة ثلاث سنوات بتهمة "غسل أموال"... المزيد |
07:48 . "التعليم العالي" تقلص رحلة اعتماد الجامعات من تسعة شهور إلى أسبوع... المزيد |
كان الأسرع انتشارا من فيروس كورونا هو محاولة حكومات وأنظمة في المنطقة استغلال الوباء لتحصين أنفسهم، وترسيخ سلطاتهم، بكثير من الإجراءات والقرارات التي تمس بحقوق الشعوب وحرياتها. ولكن في المقابل، الشعوب ذات المطالب العادلة والمتنامية جراء الفيروس، تتأهب، أيضا، لجولة جديدة من الاحتجاجات. أحد الثوابت أن كورونا سوف يترك تداعيات خطيرة على المشهد، ولكن الخلاف محتدم حول: "في أي اتجاه ستكون هذه التقلبات، ولصالح من؟". اليوم، العالم كله في قبضة كورونا، يبعثر الأوراق ويخلطها بل وربما يمزق بعضها، ويقلب الطاولات ويعقد المعادلات والأحجيات ويعدد سيناريو فكر المؤامرة. الكل يراقب مساره ويرتعد من تحوراته، فماذا يخبيء الفيروس لشعوب المنطقة وأنظمتها؟
ما هي أبرز توقعات زعماء العالم والمراقبين لتداعيات الوباء؟
توقع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أن جائحة كورونا ستغيّر النظام العالمي للأبد. وأوضح أن الأضرار التي ألحقها الفيروس بالصحة قد تكون مؤقتة، إلا أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أطلقها قد تستمر لأجيال عديدة. وحسم كيسنجر قائلا: "إن التحدي التاريخي الذي يواجه قادة العالم في الوقت الراهن هو إدارة الأزمة وبناء المستقبل في آن واحد، وإن الفشل في هذا التحدي قد يؤدي إلى إشعال العالم".
أما الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي، فقد قال: الحياة تتغير وبشكل سريع ولكن العطاء مستمر في منازلنا.. وفي مؤسساتنا.. وفي كل بقعة على هذه الأرض.. ولو احتجنا لتغيير منظومة العمل الحكومي، سنفعل ذلك بدون تردد".
ومن جهته أكد الرئيس التركي أردوغان أكثر من مرة أن العالم بعد كورونا، لن يكون كما قبله.
ورجح نائب مدير معهد التاريخ والسياسة في جامعة موسكو الحكومية، فلاديمير شابوفالوف، أن يشهد العالم تحولات في الأنظمة السياسية، بعد أن ينتهي الفيروس. واعتبر أن "الوباء اختبار حقيقي لجميع الأنظمة السياسية، لأنه يكشف إلى أي مدى قد تكون القرارات السياسية شرعية وقانونية".
أما المذيع في قناة الجزيرة محمد كريشان، فقد قال في مقال له: "لا تملك أي دولة عربية ترف استبعاد حصول أي سيناريو مرعب على أراضيها حتى وإن اختلفت الامكانات الاقتصادية والمالية من واحدة إلى أخرى". وحذر من "اضطرابات كبرى قد تعجز الأجهزة الأمنية عن التعامل معها"، خاصة في حال "خرج مئات الآلاف من العمال الآسيويين في دول الخليج إلى الشوارع جائعين ساخطين وهم فئة واسعة".
ما هو مشهد المعركة على جبهة الأنظمة الديكتاتورية؟
أكدت مجلة "إيكونوميست" إن كورونا "منح الدول العربية فرصة لزيادة القمع ضد سكانها والتجسس عليهم وتوسيع صلاحيتها". وأضافت: "لو صدقنا الأرقام الرسمية فإن كوفيد- 19 لم يضرب بعد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشدة كما في بقية العالم. ومع ذلك اتخذ القادة العرب إجراءات متطرفة للحد من انتشاره".
المجلة اعتبرت ذلك "تصرفا حكيما"، ولكنه "مثير للقلق"، لأن الأنظمة في المنطقة طالما لعبت على "مخاوف الناس لتبرير حكمها الديكتاتوري". ورأت المجلة، أن الأنظمة العربية لن تخفف من قبضتها على المجتمع مع تقهقر الأزمة.
ومع ذلك، قالت: "لكن الهدوء قد لا يطول"، وربما "ندمت حكومات المنطقة على ما أنفقته لتعزيز قواتها العسكرية وشراء الأسلحة أكثر من الاهتمام ببناء المستشفيات والإمدادات الطبية وتحسين الوضع الصحي".
ومن جهتها، قالت "وول ستريت جورنال" في تقرير بعنوان "فيروس كورونا والمستبدون: لن يضيعوا فرصة وباء": إن عمليات الإغلاق في معظم أنحاء العالم أدت إلى التضييق على الحريات الفردية في كل مكان. وفي بعض الأماكن تم استخدام الفيروس لتقويض مؤسسات الديمقراطية ورقابتها، في عملية انزلاق نحو الديكتاتورية التي ستدوم حتى بعد تراجع الطوارئ الصحية الحالية.
وتقول كاتي بيري، عضوة البرلمان الأوروبي الهولندية، إن فيروس كورونا هو من السماء للسياسيين من أصحاب الميول الديكتاتورية "ولا يسمح هؤلاء الساسة بأن تضيع منهم أزمة جيدة". ويؤكد "فرانسوا هيزبورغ"، المسؤول السابق في الأمن القومي الفرنسي، أن "الديكتاتوريين سيحاولون قدر استطاعتهم زيادة سلطتهم. وما سيقرر فعالية أي منهم هي قدرته على هزيمة الفيروس".
أما صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت في تقرير بعنوان: "مأزق المستبدين: لا تستطيعون القبض على فيروس": إن "الديكتاتوريين حول العالم لجأوا إلى أساليبهم المعروفة لإظهار حس من القوة".
وتابعت "على المدى القريب، تمنح الأزمة للطغاة فرصة للسخرية من معارضيهم أو تمتين قاعدة حكمهم بدون خوف من رقابة الخارج المنشغل بمواجهة الأزمة".
ونقلت الصحيفة عن كينث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش: إن "فيروس كورونا هو الإرهاب الجديد". وعبر عن مخاوفه من أن تؤدي الإجراءات التعسفية والسلطات الواسعة التي منحتها الأنظمة نفسها باسم محاربة الفيروس هي إرثه الدائم. وأضاف: "هذا هو المبرر الأخير لخرق الحقوق والتي أخشى أن تستمر بعد نهاية الأزمة".
ويقول ستيفن كوك، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: إن "الديكتاتوريين استغلوا الأزمة لقمع المعارضة المحلية مستخدمين الاستعارات المفضلة لهم. ففي خطاب للسيسي وصف نقاد جهوده لمواجهة الفيروس بأنهم أذناب لحركة الإخوان المسلمين".
وعقبت الصحيفة قائلة: "الثمن الاقتصادي الذي سيخلفه الفيروس وراءه سيضع ضغوطا على شبكات الرعاية التي تعلم معظم الديكتاتوريات. فالقادة الذين يقدمون أنفسهم كمنقذين للأمة سينكشفون لو زادت الوفيات".
في المقابل، كيف سيكون رد فعل الشعوب العربية وما هي استعداداتهم؟
بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد استبعد عدد من المحللين حدوث اضطرابات قريبة في ظل تزايد القلق العام، إلا أن وباء واسعا قد يؤدي إلى زعزعة الثقة بالقادة الذين أقاموا دعائم حكمهم على التسيد الذي لا يمكن تحديه. وترى "ميشيل دان" من وقفية كارنيغي للسلام العالمي، أننا "لن نشاهد تداعيات سياسية إلا بعد تلاشي الأزمة الصحية".
وبصورة أكثر تفصيلا، توقع موقع "ديلي بيست" الأمريكي أن ينتج عن الفيروس وباء جيوسياسيا. وتساءل الموقع: "في المنطقة العربية بدا كما لو أن الوباء قد وضع حداً مفاجئاً للصراعات المتعددة وجمدها، والسؤال هنا هل هذا الموقف مؤقت؟ وهل ستعود الفوضى أسوأ مما كانت قبل كورونا؟".
ووصف الموقع، الموقف بأنه كالزلزال الذي كشف الفساد الضارب في جذور الأنظمة السياسية والظلم الاجتماعي المستشري في المنطقة.
ونوه الموقع الأمريكي، يتزامن كورونا مع انهيار أسعار النفط، لأنه "وضع الأنظمة التي تعتمد في موازنتها العامة على الدخل من النفط في موقف اقتصادي يجعلها غير مستعدة لتحمل تبعات كارثتين بحجم كورونا والانهيار الاقتصادي في وقت واحد".
وتابع: "الوباء إذن قد هدأ من تلك الاحتجاجات، لكن ما إن يتراجع خطره فإنها على الأرجح سوف تعود أكثر قسوة ضد الأنظمة التي يتهمها الكثيرون بسوء إدارة أزمة الوباء نفسه، أي أن كارثة الوباء تقدم وقوداً إضافياً لأسباب تلك التظاهرات".
وختم قائلا: "خلاصة القول: إن وباء كورونا وصل إلى المنطقة وهي تشهد ما وصفه البعض بأنها الموجة الثانية من الربيع العربي، والمؤشرات كلها تؤكد أن تلك الموجة ستستعيد زخمها وبصورة أشد ما إن تنتهي كارثة الوباء التي كشفت فساد وسوء إدارة تلك الأنظمة بصورة أكبر من ذي قبل".
أما موقع "بلومبيرغ نيوز" الأمريكي فتساءل في مقال: "هل سرق فيروس كورونا الزخم من الربيع العربي؟"، وأجاب: "الساحات المضطربة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتت هادئة في وقت يبحث فيه الناشطون عن الخطوات القادمة".
وتساءل الكاتب: إن كان فيروس كورونا سيعمل للربيع العربي ما فعلته الثورات المضادة والمسلحة ضد الربيع الأول؟ ويعلق الكاتب "بوبي غوش": إن الربيع العربي الثاني كان يحقق نجاحات عندما ضرب الفيروس ضربته. ويخشى الناشطون الذين ينتظرون مرور عاصفة الوباء من أن التنازلات التي أجبروا السياسيين على تقديمها قد تختفي؛ فربما استخدمت الأنظمة الحاكمة الفيروس كغطاء للعودة إلى حالة الوضع القائم.
ويرى غوش، أنه "بالنسبة للمتظاهرين، فالتحدي هذه المرة من التباعد الاجتماعي هو الحفاظ على التواصل والدافعية ومواصلة الضغط على الحكام. وستكون الأسابيع المقبلة بمثابة امتحان لقدرتهم على تكييف حركاتهم مع مجموعة من الظروف الاستثنائية".
وبدوره، تساءل الباحث الأميركي المختص بشؤون الشرق الأوسط "فريد ريك" عما إذا كان فيروس كورونا سيشعل ربيعا عربيا ثانيا. ورجح في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن "يسلط كورونا الضوء على عجز أنظمة الحكم في الشرق الأوسط"
واعتبر أن "أي استجابة صحية واقتصادية عامة سريعة يمكن أن تعزز الحكم الاستبدادي لهذه الأنظمة، ولكن ليس إلى أجل غير مسمى". ويرى الكاتب أنه من المرجح أن تزداد مطالب المواطنين في الشرق الأوسط في أعقاب الوباء، وسيكون تأثير الوباء محسوسا بشكل أوضح في الحروب الأهلية النشطة في المنطقة كما في ليبيا واليمن وسوريا.
وأكد أن الفيروس سيتحدى قدرات الحكومات التي تبدو مستقرة؛ "فقد تصمد ممالك الخليج الثرية في وجه العاصفة، لكن الرحلة قد تكون وعرة. وستكون أقل احتمالا لتوجيه المساعدات إلى الأنظمة الأفقر التي اعتمدت على سخائها، مثل مصر". وأشار أن "المتظاهرين يعيدون تجميع أنفسهم ويستعدون لجولة أخرى من الاضطرابات". وختم: "قادة العالم العربي أصبحوا وحدهم. والتغييرات الزلزالية يمكن أن يكون لها بدايات صغيرة وخاصة في منطقة يعيقها الركود الاقتصادي والتصلب السياسي".
ومع ذلك، فإن معركة كورونا مع الجميع لا تزال في بداياتها، ويحشد الجمعان ويزداد كل منهما نفيرا. فهل يكون هناك طريق ثالث يجنب المنطقة وشعوبها مزيدا من الصراعات، لتنحو الحكومات باتجاه الاستجابة لمطالب شعوبها، العادلة، وأن يتجند الفريقان في واقعة حاسمة لهزيمة فيروس لا يمكن أن يستبطن خيرا لأحد، سواء أتقنت الأنظمة استغلاله أو أجبر الجماهير على الانتظار عدة أسابيع أخرى!