قبل أن تضع الحرب أوزارها بدأ الإسرائيليون شعبيا ورسميا الاعتراف بفشل العدوان على غزة من تحقيق أي من أهدافه بالتزامن مع جهات وشخصيات عربية وفلسطينية محسوبة على نظام السيسي تزاود على إسرائيل وتتهم المقاومة بالهزيمة وبانتصار إسرائيل.
وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف أفيغدور ليبرمان أعرب للقناة العاشرة الإسرائيلية العاشرة (29|8) عن صدمته "بفشل أقوى جيش في المنطقة بإخضاع منظمة صغيرة" في إشارة إلى حماس.
وقال "إن نجاح حركة حماس التي تمثل تنظيماً صغيراً في الصمود في مواجهة الجيش الإسرائيلي الذي يعد أقوى جيش في المنطقة، أمرٌ لا يمكن تصوره".
وحذر ليبرمان من أن بقاء حركة حماس في غزة في أعقاب الحرب سيغري الكثير من الأطراف بالتربص بـ"إسرائيل"، لأن نجاح حماس في الصمود "سيدلل لهذه الأطراف أنه بالإمكان المس بالكيان الإسرائيلي دون أن تترتب على ذلك أمور خطيرة".
وشدد ليبرمان على أن الإطاحة بحركة حماس ستعزز علاقات "إسرائيل" مع محور "الاعتدال" العربي، مشيراً إلى أن الأمر كان يمكن أن ينطوي على فرصة لتغيير الواقع السياسي في القطاع، والبيئة الإقليمية بشكل جذري.
وفي ذات السياق، كشفت القناة النقاب عن خطة "احتلال غزة" التي قدمها ليبرمان للمجلس الوزراي المصغر أثناء الحرب، وقد نصت على الشروع في احتلال مدينة غزة انطلاقاً من حيّ "الرمال".
وبحسب القناة، فإن الخطة التي قدمها ليبرمان بعد مشاورات مع قادة الفرق العسكرية الإسرائيلية الذين كانوا مسؤولين عن قطاع غزة، شددت على أن حي "الرمال" يعتبر "الخاصرة الضعيفة" لمدينة غزة، بسبب ملاصقته للبحر وبسبب قلة عدد السكان فيه بشكل نسبي، إلى جانب أسباب أخرى لم تشر إليها القناة.
ورغم أن تصريحات ليبرمان ليست وحيدة إلا أن شخصيات عربية وفلسطينية لا تزال تسوق ما لا يجرؤ على ادعائه إلا عتاة المتطرفين الإسرائيليين من انتصار مزعوم، كون اعترافهم بالفشل سيؤدي إلى "تقاعدهم مبكرا عن الساحة السياسية".
ومن الشخصيات الفلسطينية التي تزعم هزيمة المقاومة ما يسمى قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش الذي يعتبر عدوا لحماس وهو من الشخصيات المطرودة من غزة بعد الحسم عام 2007، وله فتاوى تبيح قتل أعضاء حركة حماس كانت تنشر تحت اسم حركي "شاكر حيران". فقد ادعى الهباش أن غزوة أحد تعتبر هزيمة للمسلمين رغم أن المشركين لم يدخوا المدينة ولم يقتلوا الرسول (ص)، وهي الدلائل التي تستخدمها المقاومة بفشل العدوان عندما تقول" إن إسرائيل فشلت في اجتياح غزة ولم تسقط حماس".
ومن الشخصيات العربية التي تثير هذه الشبهات لأسباب ودوافع مختلفة، صحفي إماراتي يدعى حمد المزروعي، إضافة إلى نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان الذي لا يزال يغرد في حالة إنكار واضحة لفشل العدوان.