بعد صمت دام يومين كاملين بشأن جريمة كبرى، وقعت في ساحة تهم أبوظبي، وبعد اتهامات وجهها ناشطون يمنيون، أدانت دولة الإمارات بشدة الاعتداء الذي واستهدف مسجداً في محافظة مأرب اليمنية، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى الأبرياء أثناء تأديتهم الصلاة.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أن "دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية".
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى "التكاتف لمواجهة الإرهاب مهما كان مصدره والذي يقوض من فرص السلام والاستقرار والأمن".
وحرص البيان على تحميل الحوثيين المسؤولية عن المجزرة رغم تبرؤ الحوثيين من هذه الجريمة والتي سبق أن اعترفوا بارتكاب مثلها ضد قيادات كبيرة في الجيش اليمني.
ولكن القيادي في المقاومة الجنوبية اليمنية عادل الحسني أكد استحالة سقوط صاروخ حوثي على القاعدة العسكرية المحصنة بالجبال في مأرب، وبالتالي فإن أبوظبي حسب زعمه، هي المتهم الرئيس بالوقوف وراء الهجوم الدموي يوم السبت الذي سقط فيه أكثر من مئة قتيل.
وسرد الحسني في مقابلة مع وسائل إعلام خليجية، عدة قرائن تُثبت مسؤولية أبوظبي ومليشياتها باليمن، عن مجزرة معسكر مأرب.
وفي هذا الصدد، أوضح أن اللواء الرابع حرس (المستهدف في مأرب) كان أيضا مستهدفا في عدن، وقام الطيران الإماراتي بقصفه وطرده من المحافظة قبل خمسة أشهر بحجة أنه يؤوي إرهابيين.
كما أشار الحسني إلى تغريدة هاني بن بريك المعروف بولائه للإمارات التي كتب فيها أن اللواء الرابع حرس إرهابي، وأن طائرات التحالف ستلاحقه في مأرب.
وردا على اتهام الحكومة الشرعية للحوثيين بالمسؤولية عن المجزرة، أكد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أن "أنصار الله" لا يترددون في تبني أي عملية ينفذونها ويعلنون ذلك رسميا، وأنهم غير معنيين بنفي ما يتهمهم به الآخرون.
بالمقابل، ألمح لتورط دول التحالف بما جرى بمأرب، مؤكدا أن كل يمني يدرك بأنه أصبح مستهدفا من قبل التحالف، وتحدث عن خلافات بين دولتي التحالف، وقال إن الإمارات تقوم بإعداد مجموعة طارق عفاش للهجوم على السعودية.
لكن من جهة أخرى، عارض المحلل السياسي اليمني البراء شيبان بشدة هذه الاتهامات والتحليلات التي أدلى بها عادل الحسني، مؤكّدا أنه لا مجال للشك في ارتكاب الحوثيين للهجوم الدموي في مأرب.
وطالب شيبان وزير النقل بالحكومة الشرعية صالح الجبواني بتجنّب ما وصفه بالصيد في الماء العكر، في إشارة لدعوة الجبواني لإجراء تحقيق دولي بما جرى بمأرب، رغم أن الشرعية اتهمت الحوثيين.