صمت العرب والمسلمون يوم حرق المسجد الاقصى في مثل هذا اليوم (21|8) 1969 ولم يردّوا سوى بالتنديد والاستنكار..بعد 45 عاما هل سترد "القسام" الحريق بحريق، وهو اليوم (السادسة صباحا) الذي توعدت فيه كتائب القسام في خطاب تاريخي أن تفرض حصارا جويا وبريا على إسرائيل وضرب منشآتها الاستراتيجية.
فقد أمهلت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس الاسرائيليين في البلدات الجنوبية المحاذية لقطاع غزة وشركات الطيران المقلعة عبر مطار بن غوريون حتى الساعة السادسة من صباح اليوم الخميس (21|8) بأنها ستفرض حظراً للتجول وللطيران عبر بن غوريون بعد هذه الساعة المحددة -ساعة الصفر-.
و لو عدنا للتاريخ، ففي مثل هذا اليوم الحادي والعشرين من أغسطس لعام 1969 قام "صهيوني" بإحراق المسجد الأقصى، وقالت بعض المذكرات التاريخية، إن الحريق تم بين الساعة السادسة إلى الثامنة من صباح يوم الجمعة المذكور، بعد أن قام الإرهابي الأسترالي «دينيس مايكل» وبدعم من العصابات اليهودية للقدس بإحراق المسجد الأقصى المبارك في جريمة تعتبر من اكثر الجرائم ايلاماً بحق الأمة وبحق مقدساتها.
المجرم الأسترالي «دينيس مايكيل» قام بإشعال النيران في المسجد الأقصى، فأتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد المبارك وجدرانه ومنبر صلاح الدين الايوبي.. ذلك المنبر التاريخي الذي أعده القائد صلاح الدين لإلقاء خطبة من فوقه لدى انتصاره وتحرير لبيت المقدس، كما أتت النيران الملتهبة في ذلك الوقت على مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا ومقام الأربعين وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالا داخل المسجد الأقصى.
وقد كانت جريمة إحراق المسجد الأقصى من أبشع الاعتداءات بحق الحرم القدسي الشريف، كما كانت خطوة يهودية فعلية في طريق بناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى وكانت الكارثة الحقيقية والصدمة التي أعقبت هذا الاعتداء الآثم أن قامت محاكم الكيان الصهيوني بتبرئة ساحة المجرم الاسترالى بحجة أنه «مجنون» !! ثم أطلقت سراحه دون أن ينال أي عقوبة أو حتى إدانة!!
وصرح المجرم «دينيس مايكل» لدى اعتقاله أن ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا مؤكدا أن ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله، وأعلن أنه قد نفذ ما فعله كمبعوث من الله!!
وعلى الرغم من أن الدلائل وآثار الحريق كانت تشير إلى تورط مجموعة كاملة في الجريمة وأن هناك شركاء آخرين مع اليهودي المذكور إلا أن قوات الأمن لم تجر تحقيقا في الحادث ولم تحمل أحدا مسؤولية ما حدث وأغلقت ملف القضية بعد أن اكتفت باعتبار الفاعل مجنونا!!
ويقول اليهود إن «تيطس» قد دمر الهيكل الثاني الذي يزعمون أنه كان مقاما مكان المسجد الأقصى في 21/8/70م ولذلك فإن هذا التاريخ يمثل ذكرى حزينة لديهم ، ولذلك لديهم الدافع لارتكاب اعتداءات ضد المسلمين وضد المسجد الأقصى للإسراع في بناء الهيكل الثالث المزعوم، ولهذا يلاحظ أن الاعتداءات اليهودية عادة ما تزداد في شهر آب اغسطس من كل عام منذ احتلال اليهود لأرض فلسطين!!
صمت العرب والمسلمون يوم حرق المسجد الاقصى ولم يردّوا بأكثر من عبارات التنديد والاستنكار طوال 45 عاما، فهل بعد هذه العقود من إحراق المسجد الأقصى هل ترد"القسام" على الحريق بحريق؟ بحرق أهداف إسرائيلية إستراتيجية.