أحدث الأخبار
  • 07:26 . رايتس ووتش تدين قرار واشنطن تزويد كييف بالألغام الأرضية... المزيد
  • 06:39 . عبدالله بن زايد وبلينكن يبحثان الأوضاع في غزة ولبنان... المزيد
  • 05:37 . "الجنائية الدولية" تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت... المزيد
  • 11:29 . الذهب يواصل المكاسب مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية... المزيد
  • 11:01 . أنجيلا ميركل: سعيتُ لإبطاء انضمام أوكرانيا للناتو بسبب مخاوف من رد روسي... المزيد
  • 10:54 . منافسات جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن 2024 تنطلق الإثنين المقبل... المزيد
  • 10:45 . النفط يصعد وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية... المزيد
  • 10:38 . عاصفة مميتة تضرب شمال غرب أمريكا وتحرم مئات الألوف من الكهرباء... المزيد
  • 10:30 . دبلوماسي سوداني: مجلس الأمن تلقى تقريراً سرياً عن دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 10:20 . مجلس الشيوخ يعيق محاولة وقف مبيعات أسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 10:13 . وزير يمني سابق يتحدث عن وصول طائرات عسكرية من الإمارات إلى شبوة... المزيد
  • 01:03 . الإمارات تأسف للفيتو الأمريكي ضد قرار وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 12:10 . الموارد البشرية: ضبط 1934 منشأة خاصة تحايلت على "مستهدفات التوطين"... المزيد
  • 09:48 . الأردن تسجن النائب السابق "عماد العدوان" 10 سنوات بتهمة تهريب أسلحة إلى فلسطين... المزيد
  • 09:35 . ترامب يختار مسؤولة مصارعة سابقة وزيرةً للتعليم... المزيد
  • 09:21 . رئيس الدولة وملك الأردن يبحثان المستجدات في غزة ولبنان... المزيد

الإمارات في اليمن.. من داعم للشرعية إلى منازع ومحارب لها بزعم "الإرهاب"

القوات اليمنية قبل استهداف الطريان الإماراتي لها على مدخل عدن
خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 30-08-2019

في لحظة تجلي، ينقلب السحر على الساحر وتتغير المسميات وفق المصالح والنفوذ، ويظهر الحليف فجأة خصم وعدو، هكذا تغيرت سياسة الإمارات في اليمن، من داعم للشرعة اليمنية ضد التمرد الحوثي، إلى منازع لها في مناطق سيطرتها ومتهماً لقواتها بـ"المليشيات الإرهابية".

وخلال الأحداث الجارية في جنوب اليمن، طفحت على السطح أزمة سياسة وصلت حد المواجهة النارية بين الإمارات ثاني دولة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية من جهة، وبين القوات الحكومية اليمنية الموالية للرئيس هادي من جهة أخرى، كل ذلك يجري بصمت سعودي غريب آثار استفسار الكثير من المراقبين.

والخميس (29|8)، أعلنت الخارجية اليمنية، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين، جراء غارات جوية إماراتية استهدفت القوات الحكومية في مدينتي عدن وأبين جنوبي البلاد، فيما قالت وزارة الدفاع اليمنية، إن الغارات الجوية الإماراتية، أسفرت عن سقوط 300 قتيل وجريح من عناصر الجيش.

وعلى إثر ذلك، وجهت الحكومة اليمنية، مساء الخميس، طلباً رسمياً إلى مجلس الأمن لعقد جلسة حول القصف الجوي الذي شنته دولة الإمارات على قوات الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن وضواحيها ومدينة زنجبار، دعماً للانفصاليين الموالين لها ضمن ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي".

فيما دعا الرئيس اليمني في أول خطاب له على أحداث الجنوب، السعودية إلى "ضرورة التدخل لإيقاف التدخل السافر (الذي يتم) من خلال دعم تلك المليشيات واستخدام القصف الجوي ضد القوات المسلحة".

كيف تدخلت أبوظبي لصالح الانقلابيين؟

وفي أول رد رسمي لها، أصدرت الخارجية الإماراتية بيان بشكل منفرد، رداً على الاتهامات اليمنية المكثفة ضدها، والتي تتهمها بدعم الانفصاليين في الجنوب واستهداف قوات الشرعية التي تسعي لخمد التمرد.

وأقرت الخارجية في البيان، بشن ضربات جوية، جنوبي اليمن، وبررت ذلك بأنها "استهدفت مجموعات مسلحة ردًا على مهاجمتها قوات التحالف في مطار عدن".

وازاء ذلك قالت الخارجية الإماراتية إنها "استهدفت المليشيات الإرهابية بضربات جوية محددة، يومي الأربعاء والخميس" وهو اتهام خطير حيث وصفت القوات الشرعية التي تقاتل إلى جانب التحالف منذ أربع سنوات بالإرهاب.

وأوضحت أن "عملية الاستهداف تمت بناء على معلومات ميدانية مؤكدة بأن المليشيات تستهدف عناصر التحالف الأمر الذي تطلب ردا مباشرا لتجنيب القوات أي تهديد عسكري، وقد تم تنفيذ الضربات بشكل محدد".

وأشارت إلى أن "استهداف قوات التحالف تم عبر مجاميع مسلحة تقودها عناصر تابعة للتنظيمات الإرهابية هاجمت قوات التحالف العربي في مطار عدن مما نتج عنها إصابة عنصرين من عناصر قوات التحالف".

البيان الإماراتي لم يلقى ترحيباً لدى بعض النشطاء والشخصيات الاجتماعية الإمارتية، التي أعربت عن رفضها، لمثل هكذا التدخل والقيام بقتل واستهداف قوات الجيش اليمني تحت مزاعم محاربة الإخوان والإرهاب.

ولأول مرة تصف الإمارات قوات الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً، بالمليشيات الإرهابية، وهو توصيف يمثل تحدي جديد للعلاقة بين الرياض وأبوظبي فيما يتعلق في الشراكة مع التحالف الهادف إلى دعم الشرعية في اليمن، وليس الانقلاب عنها وتغيير مسمياتها وفق ما تفتضيه المصلحة والنفوذ على حد قول أحد المراقبين.

وعلق الناشط المعروف "حمد الشامي" بالقول: "كإماراتي أطالب المجلس الأعلى للاتحاد باستخدام سلطاته وتحمل مسؤولياته والتدخل لوقف القصف الذي تقوم به قواتنا المسلحة لمواقع الشرعية في اليمن وحماية أرواح إخواننا اليمنيين".

ما هي الاتهامات التي يوجهها هادي لأبوظبي؟

جريمة استهداف قوات الجيش اليمني الموالي للشرعية اليمنية على مداخل مدينة عدن ومحافظة أبين القريبة منها، دفعت الرئيس اليمني للخروج بتصريح رسمي للمرة الأولى من أحداث انقلاب عدن بيد الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

وقال هادي إزاء ذلك في بيان تلفزيوني إن "الإمارات استغلت الظروف الحالية التي يمر بها اليمن، لتسلط ميليشياتها ضد مؤسسات الدولة الشرعية".

وأوضح هادي، أن ما سماه انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي (في عدن وأبين) تم بدعم وتخطيط الإمارات، في مسعى منها لتقسيم اليمن.

ولفت بيان الرئيس هادي، إلى أن المليشيات المتمردة (قوات الانتقالي الجنوبي) تمادت في مهاجمتها مؤسسات الدولة في عدن بدعم وتمويل وتخطيط من الإمارات".

وطالب هادي للمرة الأولى من المملكة العربية السعودية التي تقود تحالف عربي لدعم شرعيته، بالتدخل العاجل لوقف "الهجوم السافر" و"القصف الجوي" الإماراتي ضد قواته المسلحة.

ووجه الرئيس هادي، الحكومة اليمنية، بكافة مؤسساتها لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة الاستهداف الإماراتي ضد اليمن ووحدته وسلامة أراضيه.

وشدد هادي، على أنه "لا يمكن أن تكون حاجتنا لأشقائنا في معركة العرب ضد إيران مدخلاً لتقسيم بلدنا أو التفريط بشبر واحد من أراضيه".

وخاطب الرئيس اليمني، شعب بلاده قائلاً "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين أرضنا"، في إشارة للطيران الإماراتي.

هل ستقاضي حكومة اليمن الإمارات أمام مجلس الأمن؟

وفي الوقت الي لم يجف حبر بيان هادي، سارعت الحكومة اليمنية، إلى إصدار بيان، يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة حول القصف الجوي الذي شنته دولة الإمارات على قوات الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن وضواحيها ومدينة زنجبار، دعماً للانفصاليين الموالين لها ضمن ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي".

وأضافت أن القصف الإماراتي على قوات الحكومة اليمنية جرى حين كانت الأخيرة "تمارس حقها الدستوري في مواجهة المليشيات المتمردة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا".

كما طالبت الحكومة اليمنية، الرئيس عبدربه منصور هادي، بتوجيه رسالة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، يطلب فيها إنهاء مشاركة الإمارات في تحالف دعم الشرعية باليمن.

وأرجعت الحكومة توجيه طلبها للسعودية بإنهاء دور الإمارات في التحالف، باعتبار أن المملكة هي من دعتها للدخول في هذا التحالف بناء على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأكدت الرسالة على "ضرورة إشعار مجلس الأمن بذلك، ومطالبته بالوقوف أمام تداعيات ما تقوم به الإمارات في اليمن، كما طالبت رسالة الحكومة الرئيس هادي بسحب السفير اليمني من أبو ظبي، وتعليق العلاقات بين البلدين.

وأكدت على دعم وتمكين وحدات الجيش للقيام بواجباتها في مختلف الجبهات لـ"إنهاء الانقلاب الحوثي، وتوفير الدعم اللوجستي والمادي لذلك".

وشددت على "العمل مع الأشقاء في السعودية لدمج الوحدات العسكرية النظامية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية، وتسليم وزارة الدفاع كل المعسكرات التي استولت عليها مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا".

وطالبت الرسالة بـ"رفع الغطاء القانوني عن كل من تم تعيينهم بقرارات جمهورية ممن قاموا بالتمرد على الشرعية، وتصنيف قادة التمرد الذين شاركوا في عدن كمعرقلين، وإحالة ملفات انتهاكات حقوق الإنسان إلى القضاء".

وأكد وزراء الحكومة على احتفاظ الجمهورية اليمنية بحقها في مقاضاة دولة الإمارات، ووقوفهم مع كل الخطوات الواجب اتخاذها.

واعتبرت الحكومة هذه المطالب من الرئيس هادي "خطوات حاسمة لإعادة ترتيب الملف اليمني، والوقوف بحزم بعد أن بانت نوايا الإمارات في اليمن"، مؤكدين أن "وضع حدٍ لها مقدم على كل ما دون ذلك".

ولفت أعضاء الحكومة اليمنية إلى أن المسئولية القانونية تقتضي وضع الأسس الضامنة لإعادة ترتيب العلاقة بين اليمن ودول التحالف، من خلال خلق علاقة استراتيجية، ووضع أسس للمشاركة في كل ما له صلة بالملف اليمني.

ولفتت الرسالة إلى أن "المليشيات المسلحة التابعة للإمارات تعمل على فرض سياسة الأمر الواقع في المحافظة المحررة (عدن)، وتمارس العنف ضد كل من يخالف أهواء القادة الإماراتيين فيها، الأمر الذي خلق حالة العداء لكل ما له صلة بدولة الإمارات".

ما هو رد فعل الإعلاميين اليمنيين إزاء تصعيد أبوظبي؟

وعلى وقع الأزمة بين البلدين، أكد صحفيون وإعلاميون يمنيون رفضهم الاستمرار في العمل مع قنوات إعلامية إماراتية، احتجاجا على السياسية العدائية التي تنتهجها الإمارات تجاه اليمن والشعب اليمني.

وقال مراسل قناة الشارقة في اليمن الصحفي محمد طاهر "إنني أترك العمل مع قناة الشارقة التي عملت مراسلا لها في اليمن منذ سنوت احتجاجا على سياسية الإمارات العدائية تجاه اليمن".

وأضاف طاهر -في منشور على فيسبوك- "أتوجه بالشكر لجميع طاقم القناة الذين عملت معهم سويا وكل مدراء الأخبار في تغطية إخبارية تدعم المقاومة الشعبية والجيش الوطني، خالية من هذا الغدر والأجندات المشبوهة وموقع القناة يشهد على ذلك".

وتابع القول "إنني أنحاز لوطني اليمن الذي أعشقه وأقدّس كل قطرة دم لأبنائه، أنحاز للشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بلادنا غالية على قلوبنا" .

وعلى نفس الصعيد أعلن الإعلامي والمذيع في قناة الغد المشرق التابعة للإمارات عبد الله إسماعيل -في تغريدة على تويتر- ترك العمل في القناة التي عمل فيها لمدة ثلاث سنوات وذلك احتجاجا على سياسية الإمارات تجاه اليمن.

وقد كانت هذه الشخصيات الإعلامية اليمنية، حتى وقت قريب محل انتقاد طيف واسع من المجتمع اليمني، وذلك بسبب توظيف أبواقها خدمة أجندة أبوظبي في اليمن.

كيف انقسم الإعلام السعودي على نفسه؟

على وقع الخلاف اليمني الإماراتي، برزت على السطح ظهور خلاف حقيقي وإعلامي بين الرياض وأبوظبي على خلفية الأزمة اليمنية، وإن كانت تلك الوسائل بين الحين والآخر تظهر عمق العلاقات بين البلدين.

قناة العربية السعودية أبرزت بيان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي انتقد فيه بشدة الإمارات العربية واتهمها بقصف الجيش اليمني ودعم انقلاب المجلس الانتقالي في عدن، فيما تجاهلت قناة "سكاي نيوز" تلك الانتقادات.

واهتمت قناة العربية ببيان هادي ونشرت عواجل على شاشتها، أبرزت فيها الانتقاد المباشر للإمارات، فيما اهتمت سكاي نيوز بنشر تفرد الانتقالي الجنوبي استكمال سيطرته على المدن الجنوبية بعد انسحاب الجيش الموالي للشرعية منها بسبب ضربات الجوية للطيران الإماراتي.

وتجاهلت قناة "سكاي نيوز" الانتقادات الموجهة للإمارات، فيما اعترفت أبوظبي بتنفيذ القصف لكنها قالت إنها قصفت "تنظيمات إرهابية".

وعلى وقع أحداث جنوب اليمن، ظهرت على مواقع التواصل، ملاسنات شديدة اللهجة وأخرى خرجت عن سياقها الأخلاقي والقانوني، تارة بين نشطاء ومغردين سعوديين، وأخرى بين بين نشطاء أمنيين تابعين لجهاز الدولة في أبوظبي ومغردون يمنيون.

ووصف خلفان الكعبي والذي تصفه وسائل إعلام يمنية وخليجية بأنه المشرف العسكري الإماراتي على الملف اليمني، أبناء مدينة مأرب الواقعة شمال البلاد والتي تتمتع بثكنة عسكرية جبارة موالية للشرعية، بالقطعان، قائلا إنهم "لا يستحقون القصف بالطيران".

وقال الكعبي بعد أن تداولت وسائل إعلام بقصف الطيران الإماراتي لمأرب بعد قصف عدن في تغريدة أخرى: "حزب الإصلاح يدعون أن هناك قصفا بالطيران، وبافتراض ذلك، التحالف ظل يقصف عدن أشهرا، ولم يتزحزح الحوثة، وأنتم غارة واحدة طردتكم"، مضيفا أنه "عسكريا الطيران الطيران لا يحسم المعركة، فكيف هربتم ووليتم الأدبار (..)".

الكثير من المسؤولين الأمنيين لأبوظبي كضاحي خلفان وعبدالخالق عبدالله والكعبي آخرين، هاجوا الحكومة الشرعية ومؤيدوها بألفاظ غير أخلاقية، انتقدها الكثير من اليمنيين والإماراتيين معتبرين ذلك تحريضا  غير مقبول بين بلدين عربيين يتمتعان بعلاقة تاريخية وأخوية.