واشنطن بوست: مجزرة رابعة فاقت عدوان إسرائيل الأخير على غزة
واشنطن
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
13-08-2014
قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية إن "مجزرة رابعة العدوية التي نفذتها قوات الأمن المصرية في الـ 14 من أغسطس العام الماضي واستخدامت فيها القوة المفرطة ضد النساء والأطفال فاقت بكثير أي عمل عسكري إسرائيلي قامت به تل أبيب خلال حربها الأخيرة ضد قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعتبر أن من مصالح الولايات المتحدة الاحتفاظ بشراكة استراتيجية مع الحكومة الاستبدادية في مصر في وقت حافظ فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على ادعائه بأن عبد الفتاح السيسي يسير باتجاه الديمقراطية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ضوء تلك التصريحات فإن تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الذي صدر أمس الثلاثاء جدير بالاهتمام خاصة بعدما وجدت المنظمة في تحقيقها الذي استمر لمدة عام أن القاهرة حليفة الإدارة الأمريكية مذنبة بارتكاب أكبر عملية قتل جماعي للمتظاهرين في يوم واحد بالعالم وذلك في التاريخ الحديث وهو ما يتطلب المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وذكرت الصحيفة أيضاً ما أشارت إليه المنظمة من أن التحقيقات خلصت إلى أن 817 على الأقل وربما أكثر من 1000 قتلوا عندما قامت الشرطة وقوات الجيش بالتقدم داخل ميدان رابعة العدوية من مداخل الميدان الرئيسية الخمسة مدعومة بحاملات جنود مدرعة وقناصة على الأسطح العالية.
وأوضحت الصحيفة بأن عشرات الآلاف بينهم كثير من النساء والأطفال كانوا معتصمين في الميدان احتجاجا على عزل الجيش في 3 يوليو العام الماضي للرئيس محمد مرسي، لافتة إلى أنه وبعد مرور 12 ساعة امتلأت المنطقة بالجثث وأحرق المسجد والمستشفى كما اعتقلت قوات الأمن أكثر من 800 شخص حيث قامت بضربهم وتعذيبهم والبعض تم إعدامه وفقا لشهود عيان التقت بهم المنظمة.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن المنظمة أيضاً بأن عدد القتلى في ميدان رابعة تجاوز عدد الذين قتلوا في ميدان تيانانمين بالصين عام 1989م أو أية حادثة قتل جماعي للمتظاهرين منذ ذلك الحين.
ونوهت بأن مصر شهدت خلال الأشهر الماضية ما وصفته بأكثر الأنظمة الاستبدادية منذ عقود حيث قام النظام الاستبدادي الحالي بالحكم على الآلاف من الإخوان بالإعدام في حين سجن صحفيين علمانيين وقادة الحركة المؤيدة للديمقراطية في مصر بتهم وصفتها الصحيفة بالملفقة.
وتطرقت إلى أن إدارة أوباما تعامل عبد الفتاح السيسي، الذي أطلقت عليه وصف مهندس القتل الجماعي كشريك ذو قيمة بدلا من نبذه كما يجب أن يكون.
ووجهت الصحيفة انتقاداً لما أسمته محاولات الإدارة الأمريكية احتضان الأنظمة الاستبدادية بحجة أنها تخدم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط واصفة تلك المحاولات بالسيئة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بمقولة "كينيث روث" رئيس منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي أكد فيها على أن مصر لن تتقدم إلى الأمام حتى تصل إلى تفاهم يغسل وصمة عار الدماء التاريخية التي أريقت في مصر.