أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي أن من يحاول خلال الوقت الحالي أن يضعضع الاستقرار في المنطقة لا ينظر إلى الهدف الأسمى والأكبر فنحن دول تستطيع أن تضاعف من تطوير التنمية في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيرته إيكاترينا زاهاريفا نائبة رئيس الوزراء للإصلاح القضائي ووزيرة خارجية بلغاريا في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى هذا البلد المتاخم إلى تركيا.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد: "إنه تم التطرق خلال اللقاء إلى التطورات التي حدثت خلال الفترة الأخيرة سواء في منطقة الخليج العربي أو بحر عمان بالإضافة إلى الهجمات التي وقعت على المملكة العربية السعودية من قبل الجماعات الحوثية عبر استهداف محطتي ضخ أنابيب النفط ومطار أبها المدني وما أسفر عنه الأمر من إصابة مدنيين".
وأضاف : "نحن في منطقة صعبة ولكن بها الكثير من الموارد الضرورية للعالم سواء كان غازاً أو نفطاً ونريد أن تكون تدفقات هذه الموارد آمنة وطبيعية من أجل استقرار الاقتصاد العالمي وأيضاً علينا أن نؤمن شعوبنا واقتصاداتنا".
وأوضح "بالنسبة لنا فإن الهجمات التي وقعت على 4 ناقلات نفط داخل المياه الإقليمية لدولة الإمارات فالأدلة التي جمعناها نحن وزملاؤنا من دول أخرى تشير بوضوح إلى أنها عملية تفجير من خارج السفينة تحت مستوى المياه، والتقنية التي تم استخدامها والتوقيت والمعلومات التي جمعت قبل العملية واختيار الأهداف بدقة بحيث لا يتم غرق أو تسريب نفط من هذه السفن، هذه القدرات غير موجودة عند جماعات خارجة عن القانون، هذه عملية منضبطة تقوم بها دولة، ولكن إلى الآن لم نقرر أن هناك أدلة كافية تشير إلى دولة بالذات.
وقد اعتبر مراقبون أن هذه التصريحات تشكل تبرئة مبدئية لإيران رغم أن جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي اتهم طهران عندما كان في زيارة لأبوظبي قبل نحو أسبوعين، وكذلك مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي وجه ذات الاتهامات للنظام الإيراني، ومع ذلك يشذ عبدالله بن زايد عن المواقف الأمريكية بما يخدم طهران، بحسب تقدير المراقبين، مستغربين عن توقيت هذا التصريح في ظل اتهامات أكثر وضوحا وتحديدا ضد إيران في حوادث الاستهداف الأخيرة لناقلتي النفط في بحر عمان قبل يومين.
وتابع، "على المجتمع الدولي أن يتعاون من أجل تأمين الملاحة الدولية وتأمين وصول الطاقة، وأحب أذكر أن المنطقة التي شهدت تفجيراً منذ أيام أو الشهر الماضي هي منطقة مليئة بالناقلات".
وقال سموه: "عندما وقع الاعتداء الشهر الماضي كان عدد السفن في تلك المنطقة التي حدث فيها التفجير نحو 184 سفينة بين سفن نفط وشحن وغيرها فهذا تهديد حقيقي للملاحة الدولية، وعلينا أن نعمل سوياً لتجنيب المنطقة التصعيد وإعطاء فرصة لصوت الحكمة".
وأضاف: "علينا أن نعمل سوياً لنزع هذا الاحتقان وكنا نأمل أن تنجح مساعي رئيس الوزراء الياباني وأن تستمر المحاولات، فمعالي وزير خارجية ألمانيا كان متواجداً قبل بضعة أيام في المنطقة ونأمل أن نرى إطارا أوسع للتعاون مع إيران ونعتقد أن اتفاق "الخمسة زائد واحد" كان فيه خطآن. الخطأ الأول عدم مشاركة دول المنطقة في هذا الحوار وحماية هذا الاتفاق والخطأ الثاني عدم احتوائه لمواضيع مثل الصواريخ البالستية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".
وأكد: "الأمان الحقيقي للاستقرار يكون باستقرار دول المنطقة مجتمعة بمظلة دولية لسبب أن المنطقة هي الشريان الأساسي للطاقة في العالم ولا نريد تكرار هذا في المنطقة بين فترة وأخرى لكي نزدهر ونستقر"، على حد قوله.